تونس

20120522
رويترز
احتشد الاف من الاسلاميين المتشددين وهم يرفعون رايات سوداء عليها آيات قرآنية في وسط مدينة القيروان التونسية يوم الاحد مطالبين بدور أكبر للاسلام في دولة اعتبرت طويلا واحدة من أكثر الدول العربية ميلا للعلمانية.


وانطلق مؤيدو حركة أنصار الشريعة -وهي من أكثر الجماعات الاسلامية تشددا في تونس- من جامع القيروان في استعراض للقوة من المرجح ان يثير قلق العلمانيين.

وبعد ان كانوا في السجون او يعملون في السر قبل الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس التونسي العلماني زين العابدين بن علي أصبح ظهور الاسلاميين أكثر وضوحا في تونس.

ويوم الاحد توافد السلفيون من شتى أنحاء البلاد على مدينة القيروان وكثير منهم ملتحون يرتدون جلابيب بيضاء وعمامات.

كان عدد من الخطباء الذين تحدثوا في المؤتمر الوطني الثاني لانصار الشريعة مسجونين بتهم متعلقة بالارهاب اما في تونس او في السجن الحربي الامريكي في جوانتانامو بكوبا.

ووسط تكبير المؤيدين قدم الزعيم الفعلي لأنصار الشريعة سيف الله بن حسين الشهير بأبي عياض رؤية الحركة لتونس جديدة يجري فيها اصلاح الاعلام والتعليم والسياحة والتجارة وفقا لتعاليم الاسلام.

وقال أبو عياض لمؤيديه ان الحل لمشاكل المتضررين في قطاعات السياحة والتجارة يكمن في القضاء على الربا.

ودعا الى اقامة نقابة عمال اسلامية للتصدي الى النقابات القوية التي يهيمن عليها العلمانيون والتي اصطدمت مرارا مع الحكومة التي يقودها الاسلاميون في تونس لكنه قال ان الحركة ستتبنى الحوار لا العنف.

ووجه حديثه للمسؤولين عن السياحة في تونس قائلا ان هذا القطاع لم يشهد طوال عام هجوما واحدا على فندق او سائح. وقال ان السلفيين يتحلون بضبط النفس.

ورغم ان الاسلاميين لم يلعبوا دورا في الثورة أصبح الصراع حول دور الدين في الحكومة والمجتمع من أكثر القضايا التي تحدث انقساما في السياسة التونسية.

ويطالب السلفيون بدور أكبر للشريعة الاسلامية في تونس مما يثير قلق النخبة العلمانية التي تخشى ان يسعى الاسلاميون الى فرض وجهات نظرهم وفي النهاية تقويض الديمقراطية الوليدة في تونس.

وبعد ان فاز حزب النهضة الاسلامي المعتدل في الانتخابات التي جرت في اكتوبر تشرين الاول ويقود الان الحكومة اختار ان يحكم من خلال تشكيل ائتلاف مع حزبين علمانيين وأعلن انه لن يسعى الى فرض الشريعة الاسلامية وهو ما أثار استياء السلفيين الاكثر تحفظا.

وقالت بعض الصحف التونسية العلمانية ان المؤتمر الذي عقد امس الاحد سيشهد لحظة انفصال السلفيين في تونس -ومن بينهم متعاطفون مع القاعدة- عن النهضة.

لكن ابو عياض قال ان السلفيين لن يصطدموا مع اسلاميين آخرين رغم ما يبدو بينهم من خلافات ظاهرية.

وأضاف ان العلمانيين يريدون ان يحدث انقسام بين السلفيين والتيارات الاسلامية الاخرى لكنه قال إن هذا لن يحدث لإن الاسلام يمنع هذا.

وتعرض الاسلاميون لقمع شديد تحت حكم بن علي حيث كان يخضع الملتحون او المترددون بانتظام على المساجد للمراقبة. ولم يكن ارتداء الحجاب محبذا ناهيك عن النقاب.

وهم يقولون الان انهم يمارسون حقهم في التعبير عن رؤيتهم مثل اي تونسي آخر.

وقالت امرأة منتقبة "انتظرنا هذه اللحظة.. هذه الحرية.. طويلا. تحت حكم بن علي كنت ارتدي الحجاب لكنني لم أكن على حريتي.

"بعد الثورة أصبحت أشعر بحرية أكبر في ان اكون أكثر تدينا وكلما تعمقت في ديني كلما شعرب بسلام أكبر."



وقال سلفيون في المؤتمر انهم لا يسعون لمنع الخمور او فرض الحجاب لكنهم سيعملون على نشر مباديء الاسلام بالوعظ والحوار.

لكن منتقدين علمانيين يخشون أن يسود تدريجيا التيار الاكثر تشددا ويريدون ان يحد النهضة من التطرف الديني.

وتساءلت صاحبة متجر غير محجبة قرب جامع القيروان "أحقا هم بالالاف؟ هذه أول مرة اراهم بهذه الاعداد. هذا مخيف."


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو