20120522
رويترز
قالت والدة خالد سعيد الذي اسهم مقتله في اشعال انتفاضة شعبية اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك انها تتمنى سقوط جدار الخوف من الحكام وحذرت من اندلاع ثورة جديدة اذا فاز احد اقطاب نظام مبارك في الانتخابات الرئاسية هذا الاسبوع.
وقالت ليلى مرزوق والدة خالد سعيد التي تعيش بمدينة الاسكندرية الساحلية "نحن بحاجة إلى رئيس يرعى الفقراء ويوفر لهم الحق في الحياة والعلاج... لا يمكن ان يصاب اي شخص فقير بالمرض فلا يجد العلاج فلا بد أن يجد العلاج المجاني. نريد رئيسا يحقق الأمان لكل واحد وأن يعيش الجميع بكرامة."
وعبرت عن قلقها من تزوير الانتخابات قائلة "التزوير سيعيدنا للوراء وستكون النتيجة ثورة جديدة."
وانتهت حياة خالد سعيد في الثامنة والعشرين من العمر بعدما نشر تسجيلا مصورا على الإنترنت قال انه يظهر رجال شرطة يقتسمون كمية من المخدرات صادرتها قوة من الشرطة المصرية مرهوبة الجانب في عهد مبارك. وضرب شرطيان سعيد حتى الموت خارج مقهى للإنترنت في الاسكندرية عام 2010.
وأثارت صور الوجه المشوه للناشط الشاب التي نشرت على الإنترنت غضبا شعبيا ساهم في تفجر الانتفاضة التي أطاحت بمبارك في 11 فبراير شباط العام الماضي.
ويحق لأكثر من 50 مليون ناخب مصري التصويت لاختيار رئيسهم القادم يومي الاربعاء والخميس المقبلين فيما ينتظر ان تكون اول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد. وتجرى جولة الإعادة في حالة عدم حسم النتيجة من المرحلة الأولى يومي 16 و17 يونيو حزيران.
وقالت والدة سعيد لرويترز عبر الهاتف انها ستدلي بصوتها للمرشح الرئاسي حمدين صباحي لأنه "كان يثور على كل شيء منذ كان طالبا في الجامعة وكان يقود المظاهرات من أجل خالد رغم انه لا يعرفه... حمدين يمثل الثورة ويقف إلى جوار الغلابة (الفقراء) وكل تفكيره في الفلاح والفقراء لانه اصلا واحد مننا."
ويرفع صباحي شعار "واحد مننا رئيسا لمصر" في الانتخابات وانشغل خلال سنوات دراسته الجامعية وعمله بالصحافة بالدفاع عن الفقراء وحقوقهم. وحرص على التواجد في العديد من احتجاجات الشوارع ضد نظام مبارك.
وينافس في الانتخابات 13 مرشحا يتوزعون ما بين تيارات اسلامية وسياسية مختلفة وبينهم مسؤولون كبار في عهد مبارك ابرزهم عمرو موسى وزير الخارجية السابق والامين العام السابق للجامعة العربية واحمد شفيق اخر رئيس وزراء لمبارك.
وتحل الذكرى السنوية الثانية لرحيل سعيد في السادس من يونيو حزيران المقبل.
وتقول والدته "انا باشكر خالد لانه كان سببا في كل ما حدث... حقيقي هو واحشني قوي لكنه الآن بين يدي الله."
وعبرت السيدة ليلى عن أملها في أن يزول أي خوف لدى الشباب من الحكام وقالت "لا نريد أن يبنى هذا الخوف مرة أخرى... كلما بنوا جدار الخوف سننحت في هذا الجدار حتى نهدمه تماما. فنحن لا نريد الهزيمة والذل مرة اخرى."
واضافت ان من يعطون اصواتهم لمرشحين شغلوا مناصب كبيرة في نظام مبارك "يصوتون للفلول لانهم فلول مثلهم كانوا يستفيدون من النظام القديم ولا يريدون خسارة مكاسبهم. يريدون عودة النظام القديم."
وابدت أم خالد سعيد تفاؤلا بأن النجاح سيتحقق في نهاية المطاف قائلة "الثورة ستنتصر في النهاية بإذن الله."
لكنها حذرت من اندلاع ثورة ثانية حال فوز شفيق في الانتخابات قائلة "إذا فاز أحمد شفيق فستعود الثورة مرة ثانية كأننا فشلنا وسنعيد الامتحان."
وقالت "اريد أن يغير الرئيس الجديد البلد وأن يأتي بحق الشهداء ويرعى اسرهم ويرى كيف تعيش هذه الاسر."
وقتل نحو 850 متظاهرا واصيب اكثر من ستة الاف في الانتفاضة المصرية التي كانت من ابرز احداث الربيع العربي.
وقالت السيدة ليلى مرزوق "لا بد من تحقيق القصاص من قتلة الشهداء. لا يجب ان يترك هؤلاء القتلة يعيشون حياتهم العادية دون قصاص لحق الشهداء."