20120522
رويترز
طوال فترة الدعاية لانتخابات الرئاسة المصرية التي استمرت ثلاثة أسابيع لم يقبل أحد من المرشحين على زيارة مدينة بورسعيد التجارية على الطرف الشمالي لقناة السويس.. إلا مرشح واحد زارها يوم فقط.
فزيارة المدينة تنطوي على حساسية خاصة وسط أجواء توتر تواكب محاكمة 75 من سكان بورسعيد وأفراد الشرطة فيما يتعلق بمقتل 74 شخصا معظمهم من مشجعي فريق النادي الأهلي لكرة القدم أكثر الأندية العربية شعبية أثناء مباراة بالمدينة مع النادي المصري ممثل بورسعيد في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم في فبراير شباط.
واصيب نحو الف آخرين في اكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية.
ومن بين المرشحين الثلاثة عشر في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها هذا الأسبوع كان محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين هو الوحيد الذي زار المدينة. وجاءت الزيارة في اليوم الأخير من الفترة المخصصة للدعاية الانتخابية.
وبورسعيد من أهم المدن المصرية ويسكنها نحو 700 الف نسمة.
واتهم نشطاء وسياسيون الشرطة بالمسؤولية عن المذبحة التي وقعت بها بسبب دور مشجعين لكرة القدم في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس حسني مبارك مطلع العام الماضي وكذلك في احتجاجات عنيفة تالية. وتنفي الحكومة مزاعم استهداف الأمن لمشجعي الأهلي.
وقالت رابطة مشجعي النادي الأهلي المعروفة باسم ألتراس أهلاوي إن مشجعي المصري الذين تضمهم رابطتان تعرفان بألتراس مصراوي وجرين إيجلز (الصقور الخضر) تورطوا في الهجوم انتقاما من ألتراس أهلاوي بسبب عداوات قديمة.
وحذر ألتراس أهلاوي من أنه سينتقم من أبناء بورسعيد مما تسبب في امتناع كثيرين منهم عن مغادرة المدينة وكذلك إحجام كثيرين من خارجها عن دخولها.
واستمر الأمر قائما مع اقتراب انتخابات الرئاسة. ولم يدخل المدينة من المرشحين سوى مرسي لكن المرشح الإخواني عقد لقاء مع مؤيديه بقاعة مغلقة جرى تأمينها بكثافة من قبل عناصر إخوانية في حين كان يعقد لقاءاته في المدن الأخرى في أماكن مفتوحة.
وكان مرشحون سعوا لمواساة ألتراس أهلاوي ودعموا مطالبته بفرض عقوبات صارمة على المصري.
وفي المقابل هدد ألتراس مصراوي وجرين إيجلز بمهاجمة المرشحين الذين قد يأتون إلى بورسعيد خاصة من زاروا منهم ألتراس أهلاوى خلال اعتصام نظموه قرب مجلس الشعب وطالبوا خلاله بمحاكمة سريعة للمتهمين في المذبحة.
وعقد مرسي لقاءه الذي تأخر ساعة عن الموعد المحدد بقاعة في قرية سياحية.
وقال السكرتير العام لمحافظة بورسعيد محمود مطاوع لرويترز "عدم حضور المرشحين هو بالتأكيد رواسب وتوابع لمباراة المصري والأهلي."
وقال مشجع للنادي المصري "كيف يذهب المرشحون لترضية الأهلوية ويدخلون بورسعيد؟ نحن مع أهالي الشهداء (من مشجعي الأهلي) وضد المتهمين الحقيقيين وليس المقبوض عليهم حاليا."
ويقول مشجعو النادي البورسعيدي إن من هاجم مشجعي الأهلي بلطجية مجهولون وليسوا مشجعين من أبناء المدينة.
وفي مارس آذار قتل شخص وأصيب عشرات في اشتباكات بين قوات من الجيش ومحتجين في المدينة بعد فرض عقوبات على النادي المصري.
وكان ألوف النشطاء نظموا احتجاجات في القاهرة ومدن أخرى على المذبحة التي وقعت اول فبراير شباط. وتخللت الاحتجاجات اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل نحو عشرين شخصا وإصابة مئات آخرين.
ووقعت أحداث بورسعيد وسط انفلات أمني تمر به مصر منذ إسقاط مبارك.
لكن غياب المدينة عن الاجواء المحتدمة للدعاية الانتخابية لن يمنع الناخبين فيما يبدو من المشاركة في التصويت يومي الأربعاء والخميس.
وقال رشاد الشيمى وهو مدير بالضرائب "سأذهب أنا وأولادي لأن هذا واجب وطني وديني."
وأضاف "لن تؤثر تهديدات الألتراس فينا. مصر فى أشد الحاجة لنا للعبور من الأزمة والاتجاه نحو الاستقرار. أعتقد أن الاستعدادات الأمنية من جانب الجيش والشرطة ستجعل كل واحد (من ألتراس مصراوي وجرين إيجلز) يعيد حساباته."
وقال عادل عمر الذي يعمل موظفا "لن نتخلى عن دورنا. نحن في مرحلة لا تقبل الخوف أو التخاذل."
واتفق مع هذا الرأي محمد عبد العال الذي يعمل موظفا في المحافظة وهاني الجيار الذي يعمل موظفا بالجمارك.
وقال أحمد العريان وهو تاجر "سأتعامل بكل عنف وبقوة مع أي شخص يحاول منعي من أداء دوري في الانتخابات... هذه فرصة يجب أن أشارك فيها ولن أفوتها."