أشادت جماعة أهل السنة والجماعة المعارضة لـحركة الشباب المجاهدين الإسلامية بالغارة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية بالصومال أمس، والتي قتل فيها المطلوب الكيني للولايات المتحدة والذي يدعى صالح علي صالح نبهان أحد قياديي تنظيم القاعدة شرق أفريقيا.
وقال شيخ عبد الله شيخ أبو يوسف المتحدث باسم الجماعة في اتصال هاتفي مع رويترز "مسرورون للغاية بطائرات الهليكوبتر، التي قتلت مقاتلي حركة الشباب الأجانب"، وذهب للقول "أرسل الله طيرا على الذين حاولوا مهاجمة الكعبة منذ أكثر من ألف عام، وكذلك أرسل تلك القاصفات على حركة الشباب، نأمل في المزيد من الطائرات لتدمير باقي الشباب الذين أساؤوا استغلال الإسلام وذبحوا الصوماليين".
يذكر أن جماعة أهل السنة والجماعة قاتلت ضد حركة الشباب المجاهدين لشهور في مناطق وسط وجنوبي الصومال، وهي متحالفة مع حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد، المدعومة من الأمم المتحدة والتي لا تسيطر إلا على أجزاء بوسط البلاد وبعض الأجزاء من العاصمة مقديشو.
وكان مراسل الجزيرة نت في الصومال قد أشار إلى أن الحكومة الصومالية رحبت بالهجوم على لسان المتحدث باسم القوات الحكومية شيخ عبد الرزاق محمد قيلو الذي قال إن "الحكومة ترحب بأي شيء يزيح شر الأجانب الإرهابيين عن الصومال" وإن العملية "استهدفت المطلوبين ولم تسبب أي أضرار للمدنيين"، معتبرا أنها خطوة هامة نحو استقرار البلاد.
توعد بالرد
بالمقابل توعدت حركة الشباب المجاهدين بالرد على الغارة الأميركية، وقال قيادي كبير في الحركة "المسلمون سيردون على الهجوم"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تبقى العدو الصريح الذي "لا يتوقع منه الرحمة"، وبالتالي فإن على الولايات المتحدة ألا تتوقع الشيء نفسه من المسلمين.
ونقل مراسل الجزيرة نت عن شيخ محمد عثمان عروس مسؤول العمليات في الحزب الإسلامي المعارض تأكيده "استشهاد" نبهان ووصف العملية بالجبانة.وكانت مصادر إعلامية أميركية أكدت نقلا عن شهود قولها إن قوات خاصة أميركية في طائرات هليكوبتر هاجمت سيارة قرب قرية روبو في منطقة براوة على بعد نحو 250 كيلومترا جنوب العاصمة مقديشو وقتلت واحدا من أخطر المطلوبين.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن القوات الخاصة التي قامت بالعملية قتلت أربعة من قياديي تنظيم القاعدة واختطفت جثة نبهان، في حين امتنع المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) برايان ويتمان عن التعقيب على قيام قوات أميركية بأي عمليات داخل الصومال.
وأشار المراسل إلى أن واشنطن تتهم نبهان بتفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998، كما تتهمه الإدارة الأميركية والكينية بأنه كان وراء تفجير فندق "بارادايس" بالعاصمة نيروبي عام 2002 الذي أدى إلى مقتل 13 شخصا إضافة إلى محاولة تفجير طائرة إسرائيلية في العام نفسه بنيروبي.
منوها أيضا إلى أن نبهان ينحدر من مدينة مومباسا الساحلية ذات الأغلبية المسلمة شرق كينيا، وأنه رحل إلى الصومال عام 2002، إلا أنه كان يتردد بين الصومال وكينيا منذ أواخر العام 1997 وفقا لما ذكرته شخصيات صومالية.
يذكر أن الجيش الأميركي شن هجمات جوية داخل الصومال من قبل ضد الأفراد الذين تلقي عليهم واشنطن اللوم في تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا قبل 11 عاما، وفي مايو/أيار عام 2008، قتلت الطائرات الحربية الأميركية زعيم حركة الشباب والرجل الأول لتنظيم القاعدة في الصومال في ذلك الوقت أدن حاشي إيرو الذي تلقى تدريبه في أفغانستان في هجوم على بلدة دوسامارب.