20120529
رويترز
وجه جنوب السودان الاتهام الى السودان يوم الاثنين بارسال طائراته الحربية للتحليق فوق جوبا عاصمة الجنوب وقصف أجزاء أخرى من أراضيه وذلك قبل يوم من استئناف المفاوضات بين الجانبين.
وتوجد خلافات بين السودان وجنوب السودان بشأن قائمة طويلة من النزاعات منذ إعلان جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو تموز من العام الماضي. واثارت اشتباكات عنيفة بسبب الحدود المتنازع عليها مخاوف من اندلاع حرب شاملة في ابريل نيسان الماضي.
وقال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان اموم للصحفيين في مطار جوبا قبل التوجه الى المحادثات في اديس ابابا ان القوات الجوية السودانية خرقت يوم الأحد المجال الجوي لجنوب السودان وشمل ذلك تحليق طائرات فوق جوبا وبلدات أخرى في جنوب السودان.
ووصف تحليق الطيران فوق أراضي الجنوب بأنه انتهاك لقرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة الصادر في الثاني من مايو ايار الذي دعا الجانبين الى إنهاء القتال واستئناف المحادثات أو مواجهة عقوبات.
وقال اموم انه وهو يتوجه يوم الاثنين الى المفاوضات تهاجم حكومة السودان اراضي جنوب السودان. واضاف انه في الوقت الذي يتحدث فيه تتعرض ولاية شمال بحر الغزال لهجوم من جانب جمهورية السودان من البر والقصف الجوي مستمر ولا توجد مؤشرات للسلام.
ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم جيش السودان الصوارمي خالد على هاتفه المحمول. ولم يتسن ايضا الاتصال على الفور بوزارة الخارجية للتعقيب.
وينفي السودان بطريقة روتينية قصف اراضي الجنوب ولان المسافة حتى المنطقة الحدودية بعيدة فان ذلك يجعل من الصعب التحقق من الضربات الجوية وان كان صحفيون من رويترز شاهدوا عدة غارات جوية في الجنوب منذ انقسام البلاد الى دولتين.
ومنذ انفصال الجنوب تقاعس البلدان عن ترسيم حدود خمس مناطق على امتداد الحدود المشتركة بينهما أو توقيع اتفاقيات بشأن الجنسية ورسوم نقل النفط وتقسيم الديون.
ورغم الهجمات الجديدة قال اموم انه لديه امل في ان الجولة الجديدة من المحادثات في اديس ابابا ستكون مثمرة بسبب زيادة التاييد الدولي للتوصل الى اتفاق.
ولا يرى دبلوماسيون انه سيتم تحقيق تقدم سريع في المحادثات لان المواقف تبدو متباعدة للغاية. وقال السودان انه يريد ان يجعل الامن اولوية ويتهم جوبا بدعم المتمردين في الاراضي الحدودية. وينفي جنوب السودان هذه المزاعم.
ويحتاج الجانبان للاتفاق على المبلغ الذي سيدفعه جنوب السودان لتصدير النفط عبر ميناء بور سودان المطل على البحر الاحمر.
وفي يناير كانون الثاني أوقف جنوب السودان انتاج النفط بالكامل الذي يبلغ 350 الف برميل يوميا لمنع لخرطوم من الحصول على بعض النفط نظير ما يصفه السودان برسوم التصدير التي لم تسدد.
على صعيد منفصل قال متحدث باسم الجيش السوداني اليوم إن الجيش سيسحب جميع قواته من منطقة أبيي المتنازع عليها والتي تقع على الحدود مع جنوب السودان تنفيذا لطلب مجلس الأمن الدولي.
وقال المتحدث باسم الجيش إن الجيش السوداني قرر إعادة نشر قواته في مناطق خارج أبيي.
وسيطر السودان على أبيي في مايو أيار من العام الماضي مما دفع عشرات الالاف من المدنيين إلى الفرار بعد هجوم على قافلة عسكرية ألقت الأمم المتحدة باللائمة فيه على جيش الجنوب.