اعترف مسؤولون صوماليون بسيطرة حركة الشباب المجاهدين على بلدة يت بمحافظة باكول جنوبي الصومال بعد مواجهات مع القوات الحكومية أسفرت عن مقتل 19 شخصا.
وقال عبدي محمد محافظ باكول لوكالة رويترز "انتزعت حركة الشباب بمساعدة حركة تحرير أوغادين البلدة منا"، وذكر أن "تسعة جنود قتلوا في المعارك وأصيب 11 آخرون، كما قتل عدد كبير من مسلحي الشباب".
ومن جهته قال أحد السكان إن القتال اندلع في البلدة بعد ظهر يوم الأحد واستمر حتى المساء، وأضاف أن هناك "14 جثة على الأقل في الطرقات والأزقة ويرتدي أغلب القتلى زيا عسكريا حكوميا".
أما شيخ حسن معلم تاكو من قادة الشباب فصرح قائلا "دمرنا قاعدة العدو وقتلنا أربعة منهم، وبالطبع أصيب البعض ولكنها ليست خسارة بالنسبة لنا".وبدوره نقل مراسل الجزيرة في مقديشو عن المتحدث باسم حركة الشباب أن مقاتلي الحركة هاجموا مدينة يت، وتمكنوا من السيطرة عليها بعد أن أجبروا القوات الحكومية على الانسحاب منها، إلا أنهم آثروا تركها بعد ذلك بساعات، وذلك لكون المدينة تقع قرب الحدود الإثيوبية ولوجود قوات إثيوبية كبيرة العدة والعتاد جاهزة لمواجهتهم.
وفي قرية كوريول الجنوبية فجر مزارع قنبلة يدوية ليقتل نفسه واثنين من مسلحي الشباب اعتقلاه. وفي مناطق أخرى بالإقليم أطلق مقاتلو الشباب النار على متظاهرين وأردوهما قتيلين أثناء احتجاج على اعتقال ثلاثة رجال دين على بعد 90 كيلومترا جنوب العاصمة.
الحزب الإسلامي
على صعيد آخر أفاد مراسل الجزيرة في كيسمايو بأن وفدا رفيعا من الحزب الإسلامي الصومالي وصل إلى المدينة وهي عاصمة محافظة جوبا السفلى للتباحث مع الإدارة الإسلامية برئاسة الشيخ أبو بكر الزيلعي.
ونقل المراسل عن الناطق الرسمي باسم الوفد إسماعيل حاج عدو قوله إن الهدف من الزيارة هو تحقيق مصالحة بين أجنحة داخل الحزب إضافة لتشكيل إدارات خاصة له بعد ذلك ودمج قوات الحزب.
وردا على سؤال للجزيرة نت عن فشل الحزب في إنشاء إدارات تابعة له في مناطق جوبا قال "كنا مشغولين في مواجهة العدو في مقديشو، لتثبيت أركان الحزب وقواعده في العاصمة"، مشيرا إلى نجاحات سياسية، وإدارية، وأمنية حققها الحزب في العاصمة.
ويرى مراقبون أن إنشاء إدارات خاصة للحزب الإسلامي في مناطق جوبا من شأنه أن يخلق جوا متوترا بينه وبين حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على أغلب المدن الواقعة هناك، غير أن الناطق الرسمي باسم الوفد إسماعيل حاج عدو قال للجزيرة نت "لسنا في صراع مع الشعب الصومالي، ناهيك عن المجاهدين، نحن في صراع دائم مع عدونا المغتصب".وأضاف "إخواننا من حركة الشباب يعرفون سبب زيارتنا إلى المنطقة، ومهمتنا تقوم على حل المشاكل الداخلية للحزب فقط".
غير أن مصادر مطلعة ذكرت للجزيرة نت إمكانية وقوع احتكاكات سياسية، وإعلامية، وربما أمنية بين الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين، إذا قرر الحزب تشكيل إدارات تابعة له في مناطق جوبا في أقصى جنوب الصومال. وتأتي زيارة الوفد إلى كيسمايو في وقت تشهد فيه المحافظة تجاذبات سياسيات حادة بين الائتلاف الحاكم لمدينة كيسمايو.
وتعد محافظة جوبا السفلى معقلا للحزب الإسلامي الذي تأسس فيها في شهر فبراير/شباط 2009، غير أن الحزب فشل في تسويق مشروعه السياسي في المحافظة، هو ما يحاول تداركه في الوقت الحالي برأي محللين.
يشار إلى أن أربع فصائل صومالية هي المحاكم الإسلامية/جناح أسمرا، ومعسكر "رأس كامبوني"، والجبهة الإسلامية، ومعسكر الفاروق "عانولي"، قد أعلنت توحيد صفوفها في شهر فبراير/شباط 2009 في محافظة جوبا السفلى ضد الحكومة الانتقالية برئاسة شريف شيخ أحمد.