ارتفعت أصوات في الأوساط الثقافية المصرية معربة عن استيائها لعدم انتخاب المرشح المصري فاروق حسني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، بعدما حسمت الترشيحات لصالح البلغارية إيرينا بوكوفا.
واعتبرت تلك الأصوات أن "اللوبي اليهودي" و"الحركة الصهيونية" هي الأطراف التي تقف وراء عدم انتخاب حسني لذلك المنصب بعد كان المرشح الأوفر حظا للظفر به في الجولات الثلاث الأولى من العملية الانتخابية.وقال رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي إنه للمرة الأولى تطغى السياسة على السباق لقيادة يونسكو، حيث إن "اللوبي اليهودي مارس ضغوطا كبيرة واستغل تصريحات للوزير المصري بوضعها خارج سياقها".
وكان يلمح إلى تصريحات صدرت عن فاروق حسني العام الماضي تعهد فيها بحرق أي كتب إسرائيلية يعثر عليها في مكتبة الإسكندرية، وهو ما ردت عليه منظمات يهودية بإطلاق حملة لاتهامه بمعاداة السامية.من جانبه قال رئيس المركز القومي للترجمة في مصر جابر عصفور إنها المرة الأولى التي يحصل فيها استقطاب بين الشمال والجنوب وإن الحركة الصهيونية استقطبت الشمال برمته.
وأضاف عصفور أن هذه المرة الأولى التي تقف فيها أوروبا بشراسة في وجه العالم العربي، واعتبر في الوقت نفسه أن نتيجة انتخابات يونسكو ليست فشلا كاملا طالما أنها كشفت أمورا كثيرة.في السياق قال الباحث في العلوم السياسية بجامعة باريس 3، خطار أبو دياب إن المعسكر المتطرف كرس من خلال هذه النتيجة واقع صراع الحضارات.
وأعرب دياب عن أسفه لحصول انقسامات من هذا الحجم في منظمة دولية بحجم يونسكو، معتقدا أن على البلدان العربية والأفريقية وبلدان العالم الثالث أن ترى في ما جرى تحديا مباشرا لها. وقد فازت البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب مديرة يونسكو في الجولة الخامسة من الانتخابات بعدما تعادلت في الجولة الرابعة مع منافسها المصري الذي كان متقدما في الجولات الثلاث الأولى.
لكن حظوظ بوكوفا تعززت بعد انسحاب مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر قبل يومين، وهو انسحاب تبعه خروج ممثلة الإكوادور إيفون باقي من السباق أيضا.