20120609
الشاهد
تبين حملات اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية الناجحة في إثيوبيا تحقيق قفزة تبلغ عشرة أضعاف عدد الأشخاص الذين يتم اختبارهم كل عام منذ عام 2005.
فأشارت أحدث نتائج المسح الديموغرافي والصحي أنه تم حالياً اختبار 36 بالمائة من النساء و38 بالمائة من الرجال الذين حصلوا على نتائج الاختبارات. وخضع 20 بالمائة من النساء و 21 بالمائة من الرجال لاختبار الكشف عن فيروس الإيدز، وتلقوا نتائجه في الإثني عشر شهراً التي تسبق آخر مسح تم نشره في مارس 2012. وزاد اختبار الكشف عن فيروس نقص المناعة عشرة أضعاف منذ إجراء المسح الديموغرافي والصحي في إثيوبيا في عام 2005، عندما تم اختبار 2 بالمائة فقط من النساء والرجال وتلقوا النتائج في الإثني عشر شهراً التي تسبق للمسح.
وقد توسعت الاختبارات والمشورات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، التي أجريت للمرة الأولى في عام 1999، إذ يوفر أكثر من 2,300 موقع الآن خدمات المشورة والاختبار في جميع أنحاء البلاد. وتستخدم إثيوبيا اختبارات يقدم عليها كل من العميل ومقدّم الخدمة، فضلاً عن اختبارات التوعية المجتمعية والاختبارات القائمة على المرافق.
وأشارت بيانات المسح الديموغرافي والصحي الأخير في إثيوبيا إلى أن 98.3 بالمائة من 6,000 رجل وامرأة متعاشرين أجروا اختبار الكشف عن نقص المناعة البشرية، جاءت نتائجهم سلبية، بينما كان كلا الزوجين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في 0.6 بالمائة من الحالات، وكان 1.1 بالمائة من الأزواج متباينين من حيث الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
ووفقاً لأبيراش ياليو، مستشارة في منطقة عرادة في العاصمة أديس أبابا، فإن “الأمر الجيد في هذه الأيام هو أن الجميع تقريباً قد سمع بالواقي الذكري، ويعرف معظمهم كيفية استخدامه بشكل صحيح. أما المشكلة فهي أن الأزواج الشباب يتوقفون عن استخدام الواقي الذكري بعد بضعة أشهر أو سنوات، ومعتمدين على الوقت الذي عرفوا بعضهم البعض خلاله، دون إجراء اختبار الكشف عن نقص المناعة البشرية.”
من جانبهم، يعتقد الخبراء أن فحص الأزواج وتقديم المشورة لهم يحتاج إلى دفعة قوية. “يأتي معظمهم لإجراء الاختبار فقط عندما يخططون للسفر إلى الخارج، ويكون الاختبار أحد شروط السفر. وبالكاد يأتي أي من الأزواج عندما يقررون التوقف عن استخدام الواقي الذكري”.
وأشارت أبيراش إلى أن المعايير الثقافية تمنع الآباء في كثير من الأحيان من مناقشة الجنس مع أطفالهم، وهو ما يعني أن الكثير من الشباب لم يكونوا على دراية كافية عندما بدأوا ممارسة الجنس.
وأضافت أن “الكثير من الآباء ما زالوا يعتقدون أن أبناءهم لن يمارسوا الجنس قبل الزواج – وحتى لو كانوا يشتبهون في أن الحقيقة على خلاف ذلك، فهم يختارون تجاهل الحقيقة السائدة”.
وقال وزير الدولة للصحة، الدكتور كيسيتيبرهان أدماسو: “إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود، وخاصة لزيادة معرفة الناس الشاملة بشأن فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. ونحن بحاجة إلى العمل أكثر في المناطق الحضرية، لتغيير سلوك الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيين ويمارسون الجنس بدون وقاية. إننا نقوم بذلك ونود أن نحقق المزيد، بما في ذلك تحسين فرص الحصول على المشورة والفحص الطوعيين”.
وفي السياق نفسه، تقول الجهات المانحة أيضاً أنها تركز أكثر على تقديم المشورة والاختبارات. فأفادت ديان برانت، المتحدثة باسم السفارة الأميركية في أديس أبابا أن “نطاق دعم حكومة الولايات المتحدة لأنشطة المشورة واختبار الكشف عن نقص المناعة البشرية اتسع من 564,407 أشخاصاً في عام 2006 إلى 5.5 مليون في عام 2011″. كما أشارت إلى تسجيل تقدم كبير في توسيع واستيعاب المشورة والاختبار بعد حملة مكافحة مرض الإيدز للألفية، والتي امتدت من نوفمبر 2006 إلى سبتمبر 2008. وأضافت أن “الحملة خلقت طلباً هائلاً – من فحص نصف مليون في السنة إلى فحص الملايين”.
وتجدر الإشارة إلى أن المسح الديموغرافي والصحي في إثيوبيا وجد أن متوسط انتشار فيروس نقص المناعة البشرية على المستوى الوطني ظل منخفضاً عند نسبة 1.5 بالمائة، ولكن في المناطق الحضرية بلغ هذا المعدل 5.2 بالمائة، وهي نسبة أعلى بكثير من الـ 0.8 بالمائة المنتشرة بشكل عام في المناطق الريفية”.