نفت الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين أنباءً تحدثت عن مساعدتها لحركة الشباب المجاهدين الصومالية في سيطرة الأخيرة مؤخرا على بلدة حدودية بعد قتال أسفر عن مقتل نحو عشرين شخصا. في هذه الأثناء بثت حركة الشباب صورا لأحد معسكرات تدريبها في الصومال في استعراض للقوة.
واعترف مسؤولون صوماليون بسيطرة حركة الشباب على بلدة يت بمحافظة باكول جنوبي الصومال بعد مواجهات مع القوات الحكومية أسفرت عن مقتل 19 شخصا.وقال عبدي محمد محافظ باكول لوكالة رويترز "انتزعت حركة الشباب بمساعدة حركة تحرير أوغادين البلدة منا".
لكن الجبهة -التي تقاتل القوات الإثيوبية لتحرير إقليم أوغادين ذي الإثنية الصومالية- نفت أنها تتعاون مع حركة الشباب، وقالت في بيان "الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين ليس لها أي علاقة بحركة الشباب التي اغتالت أعضاء بالجبهة في عدة حالات".وأضافت أنها "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للصومال وهي في الواقع تؤيد حتى الآن الحكومة الانتقالية الجديدة رغم علمها بعلاقات إثيوبيا الوثيقة ببعض زعماء المليشيات العشائرية الذين يعملون مع الحكومة الحالية".
حفر الشوارع
في هذه الأثناء، قالت مصادر صومالية إن حركة الشباب وتجار سوق بكارا في العاصمة مقديشو يخوضون نقاشا حادا بسبب رغبة الحركة في قطع شارع رئيسي يربط الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة بالسوق، وهو ما يرفضه التجار خوفا على تجارتهم.
وأوضحت المصادر أن الحركة تسعى إلى حفر الشوارع الرئيسية المؤدية إلى السوق تحسبا لهجوم واسع يتوقع أن تشنه القوات الأفريقية على معاقلهم، ويعتقد مسلحون في الحركة أن حفر الطريق يساعدهم في التحصن من الأسلحة الثقيلة والنارية للقوات الأفريقية والحكومية أثناء المعركة.
وعبر عدد من رجال الأعمال في السوق -اتصل بهم مراسل الجزيرة نت- عن غضبهم لما تسعى الحركة للقيام به، وقالوا إنهم أبلغوا الحركة بأنهم غير راضين لما تخطط له، لأن ذلك سيضيق على مصالحهم التجارية، ويؤدي إلى صعوبة نقل الجرحى والمصابين. وكانت حركة الشباب حفرت في وقت سابق شوارع حيوية مثل شارع المصانع بمحافظة ياقشيد شمال العاصمة.
وأبدى عدد من الفصائل المسلحة استياءه من عمليات حفر الطرق، وقال أحد عناصر الحزب الإسلامي "إن القتال ليس بحفر الطرقات ومنع الشعب من تلقي العلاج وحصار التجار" مضيفا "نحن نسعى إلى الشهادة وعلينا أن نقاتل الأعداء كما يقاتلوننا".
استعراض القوة
في هذه الأثناء، بثت حركة الشباب صورا لأحد معسكرات تدريبها في الصومال. وتحتوي الصور على عروض للتدريب على استخدام السلاح والمعارك والاشتباكات.وتُشبه الصور التي بثتها الجماعة على مواقع الإنترنت الصور التي كان يَعرضها تنظيم القاعدة في أفغانستان. على صعيد آخر قال وزير الخارجية الكيني موسيز ويتانغولا إن الغارة الأميركية في الصومال التي قتل فيها عضو رفيع في تنظيم القاعدة الأسبوع الماضي تثير تساؤلات بشأن "سلوك المقاتل الوحيد" الذي تتبناه الولايات المتحدة.
وكانت قوات خاصة أميركية قتلت صالح على صالح نبهان الكيني المولد والبالغ من العمر 28 عاما والمطلوب في قضية تفجير فندق وهجوم صاروخي فاشل على طائرة ركاب إسرائيلية وهي تغادر مطار مومباسا في كينيا عام 2002.وسئل ويتانغولا عن الغارة الأميركية التي يقول محللون إنها قد تذكي المشاعر المعادية للغرب في منطقة تبعث على اهتمام وقلق متزايد فعبر عن مشاعر مختلطة.
وقال لرويترز في نيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "إلى الحد الذي قالت فيه الولايات المتحدة إن العملية حققت نجاحا محدودا، إذا كان لعمليتهم أي قيمة مضافة فإننا سنرحب بها".وأضاف "ما لا أستريح له هو حقيقة أن الولايات المتحدة تريد أن تنفذ عمليات في جوارنا دون إعلام أو تعاون أو تنسيق".