بينما كان الزعيم الليبي معمر القذافي يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة موجها انتقادات للغرب، كان مجلس الشيوخ الأميركي يتبنى قرارا يستنكر الاستقبال الحافل الذي أعدته ليبيا لمواطنها عبد الباسط المقرحي المدان في تفجير لوكربي بعد إفراج السلطات الأسكتلندية عنه لاعتبارات صحية. ووافق المجلس على قرار يستنكر ما وصفه بالاستقبال "المسرف"، بل وطالب ليبيا بالاعتذار عن هذا الاحتفال.
وأثناء إلقاء القذافي لخطابه بمقر الأمم المتحدة في نيويورك الأربعاء، كان السيناتور تشارلز شومر يقف في مجلس الشيوخ بالعاصمة واشنطن ليقترح خلال بضع دقائق مشروع القرار، وقبل أن ينهي القذافي خطابه بوقت طويل كان المجلس قد وافق على القرار.
كما استنكر قرار المجلس إطلاق سراح المقرحي الذي يحتضر بسبب إصابته بمرض السرطان، مشيرا إلى أن الرجل الذي أدين بتفجير طائرة بان أميركان عام 1988 فوق لوكربي بأسكتلندا والذي راح ضحيته 270 شخصا بينهم 189 أميركيا، حظي باستقبال الآلاف لدى عودته إلى بلده.وقال شومر إن "استقبال الأبطال الذي أعطته ليبيا لهذا الإرهابي يصدم الضمير حقا ويستحق إدانة رسمية.. إنه أمر شائن حقا أن تضرب الحكومة الليبية عرض الحائط بالمعاناة التي تحملتها عائلات الضحايا لأكثر من عقدين".
وأضاف السيناتور الأميركي أنه يتعاطف مع عائلات الضحايا الذين ذكروا بالتفجير عندما شاهدوا القذافي "مستغرقا" في الأمم المتحدة.
وكان الزعيم الليبي قد ألقى خطابا مطولا قال خلاله إن الولايات المتحدة لن تنتصر في الحرب في أفغانستان، كما طالب بالتحقيق في حربي أميركا بالعراق وأفغانستان، وطالب بدفع تعويضات للدول الأفريقية من الدول التي استعمرتها في السابق.