خسر المرشح المصري لرئاسة منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو "فاروق حسني" امام منافسته البلغارية "ايرينا بوكوفا".
واوضحت الناطقة باسم المنظمة ان فاروق حسني خسر امام بوكوفا بعد خمس جولات من التصويت التي كشفت انقسامات عميقة داخل المنظمة. وفازت الدبلوماسية البلغارية "ايرينا بوكوفا" بالمنصب بـ 31 صوتا مقابل 27 للمرشح المصري فاروق حسني الذي كان الاوفر حظا لتولي هذا المنصب.
ولايزال هذا الانتخاب لخليفة الياباني كويشيرو ماتسورا بحاجة الى مصادقة المؤتمر العام للمنظمة باعضائها الـ 193 في تشرين الاول/اكتوبر المقبل ليصبح نافذا.وكانت منظمات يهودية انتقدت ترشيح حسني الذي ادلى في الماضي بتصريحات اعتبرت معادية لليهود خصوصا عندما اعلن امام مجلس الشعب انه مستعد لان "يحرق بنفسه" اي كتب يهودية قد توجد في المكتبات المصرية.
واتهم موقع اعلامي عربي السبت فاروق حسني بالتعاون مع اجهزة الاستخبارات المصرية عندما كان مستشارا ثقافيا للسفارة المصرية في باريس وبانه نظم في 1985 عملية نقل محتجزي سفينة اكيلي لاورو الى مصر عندما كان مستشارا ثقافيا في روما.
وكان حسني قد قال العام الماضي انه سيحرق الكتب الاسرائيلية قبل الترشح لمنصب رئاسة المنظمة.اما بوفاكو فقالت في تصريح مقتضب فور انتخابها "قلت للوفد المصري انني آمل ان نكون معا، لانني لم اؤمن يوما بصراع الحضارات".ولو فاز حسني لكان اول مصري يترأس منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم.رفض السفير المصري في فرنسا ناصر كامل اعطاء تفسير لاسباب فشل فاروق حسني.
وقال "المهم هو مبدأ حوار الحضارات واقامة روابط بين تيارنا الثقافي وتيار الذين رفضوا ان يكون حسني مديرا عاما".وكان كل من حسني وبوكوفا حصلا في الدورة الرابعة من الانتخاب الاثنين على 29 صوتا من اعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو.الا ان حسني اعلن لاحقا بانه "يأسف" لهذه التصريحات التي اخرجت حسب قوله من سياقها ونفى ان تكون لديه اي ميول معادية للسامية.
وسارعت وزارة خارجية الكيان الاسرائيلي الى تهنئة بوكوفا على انتخابها، وقالت في بيان ان "اسرائيل ترحب بهذا الانتخاب وهي على يقين بان تعاونها المثمر مع اليونسكو سيستمر بل وسيتعزز".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بانتخاب بوكوفا على راس اليونسكو، وقالت في بيان "للمرة الاولى تتسلم امراة مقاليد هذه المنظمة الدولية المهمة, للمرة الاولى ايضا يتم اختيار مرشحة من بلد في اوروبا الوسطى هو بلغاريا لتولي هذا المنصب الاساسي".ومنذ مطلع ايلول/سبتمبر الماضي اعلن مسؤولون فرنسيون ان باريس ليست ضد ترشيح فاروق حسني وهو الترشيح الذي انقسمت بشانه الدول الاوروبية بين مؤيد ومعارض.
وقال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف تعليقا على فوز بوكوفا "هذا اعتراف كبير ببلغاريا". واضاف "لقد دعمنا ترشيح ايرينا بوكوفا بشكل هائل. ولكن في البداية بدت فرصها في الفوز ضئيلة للغاية".واضاف ان انتخابها "لم يكن متوقعا، وهو نصر كبير لدولة صغيرة مثل بلغاريا".وكانت بوكوفا اول نائبة لوزير الخارجية والمنسقة الرئيسية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الاوروبي بين 1995 و1997 قبل ان تصبح لفترة وجيزة وزيرة للخارجية البلغارية من تشرين الثاني/نوفمبر 1996 الى شباط/فبراير 1997.