20120617
القدس العربي
نجح الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية الحاكمة، عبد العزيز بلخادم، في التخلص من خصومه الذين سعوا إلى الإطاحة به وفتح الباب واسعا أمامه لخوض الإنتخابات الرئاسية العام 2014 باسم الجبهة التي نجحت بالفور في الإنتخابات البرلمانية الأخيرة بفارق كبير عن منافسيها.
وحصل بلخادم في اجتماع اللجنة المركزية للحزب (أعلى هيئة قيادية) التي بدأت أعمالها مساء الجمعة وينتظر أن تنتهي السبت، على 221 صوتا من أعضاء اللجنة بما يسمح له بالإستمرار في قيادة الحزب.
وكان معارضو بلخادم دعوا إلى إقالته بعد اتهامه بالإستفراد بالحزب والتخلص من معارضيه وجر الحزب إلى صف الإسلاميين إلى درجة وصفه ب"السلفي" بسبب تدينه، فضلا عن سعيه للترشح للإنتخابات الرئاسية والذي يستوجب حصوله على الأغلبية في اللجنة المركزية من أجل الترشح إذا أراد ذلك.
وقال مسؤول الإعلام في الحزب قاسة عيسي في تصريح للصحافيين إن بلخادم لجأ لطريقة بديلة عن آليتي الصندوق والتزكية برفع الأيدي وفضل تخيير أعضاء اللجنة المركزية بالتوقيع على لائحة بقائه في المنصب أو التوقيع بالإسم لصالح الخصوم المطالبين بنزع الثقة، على أن تجري العملية بإشراف محضر قضائي.
وأشار إلى أن بلخادم أظهر قائمة تتضمن توقيعات 221 عضو في اللجنة المركزية يؤيدون بقاءه في المنصب، معتبرا أن مسألة بقائه قد حسمت بإجماع أغلبية الأعضاء.
وادّعت جبهة المعارضة لبلخادم أنها جمعت توقيع 225 توقيعا من دون أن تقدم لائحة حول ذلك، متهمة بلخادم بالقيام بعمل غير قانوني وغير مؤسسي، وشككت في ادعائه جمع إمضاءات 221 عضو من اللجنة المركزية، بدليل رفضه مقترحا تقدمت به ، وهو تشكيل لجنة محايدة لتسيير أعمال اجتماع اللجنة المركزية إلى غاية انتهائها.
وكانت لجنة العقلاء داخل الحزب بقيادة عبد القادر حجار، سفير الجزائر في تونس فشلت في جمع الإخوة الفرقاء حول حل يرضي الجميع، ورفض بلخادم الشديد مقترح الفصل في مسألة سحب الثقة منه بأسلوب الاقتراع السري عن طريق الصندوق.
وشهد اجتماع الجنة المركزية للحزب الذي يرأسه شرفيا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشادات عنيفة بين أنصار بلخادم ومعارضيه، أسفرت عن سقوط جرحى وذلك بعد سيطرة خصوم بلخادم على المنصة وتدخل أنصاره بالقوة لطردهم منها.
وقد ردد معارضو بلخادم هتافات من قبيل "ارحل ارحل يا بلخادم" فيما عارض مؤيدو بلخادم دخول وزير التكوين المهني والتمهين ، الهادي خالدي قاعة الإجتماع كونه من معارضي بلخادم وأيضا وزير السياحة السابق محمد الصغير قارة.
ويذكر أن جبهة التحرير الوطني تحت قيادة بلخادم فازت بانتخابات البرلمان في 10 مايو/ أيار الماضي بحصولها على أغلبية المقاعد.