مزق الزعيم الليبي معمر القذافي نسخة من ميثاق الأمم المتحدة في خطاب أمام جمعيتها العامة، هو الأول له أمامها بأربعة عقود، ودعا إلى تحويل سلطة مجلس الأمن إلى هذه الهيئة لأنه بات "مجلس رعب" لن تعترف بلاده بقراراته بعد اليوم إذا استمرت تركيبته الحالية، موصيا بفتح تحقيقات في الحروب الأميركية الكثيرة.
وقال القذافي إن الأمم المتحدة فشلت في منع 65 حربا منذ إنشائها، وإصلاحها ليس بتوسعة مجلس الأمن لأن ذلك "يزيد الطين بلة"، فكيف سيوفق بين دول كبيرة عديدة؟.وضرب مثلا بإيطاليا وتساءل كيف ستقبل منح ألمانيا، التي سببت الحرب العالمية وهزمت فيها، مقعدا دائما بدلها هي التي قاتلت مع الحلفاء؟.
الاتحادات القارية
والحل حسب القذافي هو إلغاء العضويات الفردية وفتحها أمام الاتحادات القارية. واعتبر أن أفريقيا تستحق مقعدا دائما، حتى دون إصلاح مجلس الأمن، استحقاقا عن الماضي كـ"قارة معزولة ومضطهدة ننظر إليها كحيوانات ثم عبيد ثم مستعمرات تحت الوصاية".
وقال القذافي إن الدولة الوحيدة التي "صوتنا" عليها في مجلس الأمن هي الصين، وقد باتت هيئة تحاكم دولا يفترض أن يترك أمر اختيار الأنظمة فيها للمجتمعات فهي حرة، حسب قوله، في أن تكون ديكتاتورية أو رجعية أو ما شاءت.
مثل "هايد بارك"
وقال القذافي إن الجمعية العامة الأممية أشبه بـ"الهايد بارك"، المتنزه الشهير في لندن، وهي منبر للخطابة فقط. ودعا إلى أن يُطرح للتصويت مقترحٌ لتعويض الدول المستعمرة لتتوقف الهجرة (نحو الشمال) لأنها جري وراء ثروات منهوبة، حسب قوله، فلا هجرة ليبية إلى إيطاليا لأن الأخيرة أقرت تعويض ليبيا عن الاستعمار واعتذرت، ووقعت معاهدة تمنع الاعتداء على هذا البلد. ودعا القذافي إلى أن يدفع إلى أفريقيا 777 تريليون دولار، تعويضًا عن المرحلة الاستعمارية.
ومضة أوباما
وحيا خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما كخطاب لم يسبقه إليه أي رئيس أميركي عاصره، وقال إنه يتفق معه في كل ما ذكره كحديثه عن استحالة فرض الديمقراطية من الخارج.
وقال القذافي إن أفريقيا فخورة بأوباما لأن أحد أبنائها يحكم الولايات المتحدة، لكنه "ومضة في الظلام" تستمر أربع سنوات، وبعدها "من يضمن من يحكم أميركا؟".
ودعا القذافي أيضا إلى فتح تحقيقات في قضايا كثيرة، بينها حروب شنتها الولايات المتحدة كغزو غرينادا وبنما وحربي العراق وأفغانستان، وإعدامات لم يعرف من نفذها، حسب قوله، كإعدام صدام حسين وهو أسير حرب و"رئيس دولة عضو في الأمم المتحدة"، وأيضا التحقيق في ما جرى من تعذيب في "أبو غريب"