20120626
رويترز
صرح الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في مقابلة بثتها وكالة فارس الإيرانية للأنباء يوم الإثنين بأنه يريد استئناف العلاقات مع طهران لتحقيق "توازن استراتيجي" في المنطقة.
وقد تزعج تصريحات مرسي قوى غربية تسعى لعزل إيران بسبب برنامجها النووي الذي تشتبه في أن طهران تستخدمه لصنع قنابل نووية. وتنفي إيران ذلك وتقول إن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ أكثر من 30 عاما ولكنهما ألمحا إلى تحول في السياسة منذ الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في انتفاضة شعبية في 11 فبراير شباط من العام الماضي.
ونقلت وكالة فارس عن مرسي قوله "يجب علينا استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي لأنه سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة وهذا كان ضمن برنامجي.. برنامج النهضة."
وذكرت الوكالة أن المقابلة أجريت مع مرسي قبل بضع ساعات من اعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية يوم الأحد.
وردا على سؤال عن تقارير بأن أول زيارة رسمية سيقوم بها في حالة فوزه بالرئاسة ستكون للمملكة العربية السعودية قال مرسي "لم أصرح بهذا ولم يتم حتى الآن تحديد أول الزيارات الدولية بعد نجاحي في انتخابات الرئاسة."
ورحبت إيران بفوز مرسي وتغلبه على أحمد شفيق منافسه في جولة الاعادة بالانتخابات الرئاسية واصفة ذلك بأنه "رؤية رائعة للديمقراطية". وقالت وزارة الخارجية الإيرانية "حركة الشعب المصري الثورية... في مراحلها النهائية للصحوة الإسلامية وعصر جديد من التغيير في الشرق الأوسط."
ورحب الغرب والدول الخليجية وإسرائيل بنتيجة انتخابات الرئاسة المصرية والعملية الديمقراطية التي دفعت بمرسي رئيسا لمصر وأكدت أن استقرار مصر يمثل أولوية لها.
وردا على سؤال عن اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع إسرائيل قال مرسي "سنقوم بالنظر في اتفاقية كامب ديفيد ولكن عن طريق مؤسسات الدولة والحكومة لأنني لن أتخذ قرارات منفردة."
وكان مرسي قال في خطاب ألقاه في التلفزيون المصري مساء الأحد بعد اعلان فوزه بانتخابات الرئاسة في شأن المعاهدات الدولية المصرية "سنحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية. لقد جئنا للعالم برسالة سلام" مضيفا أن مصر ستحافظ على "الالتزامات والاتفاقيات المصرية مع العالم كله."
وليست هناك علاقات رسمية بين مصر وإيران منذ عام 1980 في أعقاب الثورة الإسلامية الإيرانية ومعاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل.
وكان وزير الخارجية المصري قال العام الماضي إن مصر مستعدة لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران التي أشادت بمعظم انتفاضات الربيع العربي ووصفتها بأنها انتفاضات مناهضة للغرب استلهمت الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 .
إلا أن إيران تدعم الرئيس السوري بشار الأسد أوثق حلفائها العرب والذي يواجه انتفاضة شعبية ضد حكمه منذ 15 شهرا. وفي الداخل استمرت طهران في احباط مطالب الاصلاح التي امتدت إلى الشوارع في أعقاب اعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ولاية جديدة عام 2009 .