20120702
الشعب
تشهد موريتانيا تظاهرات يومية ضد العطش، وقد وصل الأمر ببعض القرويين إلى السفر للعاصمة نواكشوط للتظاهر أمام القصر الرئاسي، بينما قام آخرون بقطع الطرق الرئيسة الرابطة بين المدن؛ في محاولة للفت نظر المسؤولين إلى خطورة تجاهل أزمة نقص المياه.
ففي مدن النعمة وجكني ولعيون وكرو وتجكجة؛ خرج المتظاهرون للتنبيه على معاناتهم التي تزداد بشكل يومي بفعل ارتفاع درجات الحرارة، ونظموا وقفات احتجاجية ضد العطش.
فمع استمرار الجفاف والصراع على الآبار وارتفاع أسعار الغذاء وعلف الماشية، حذَّر الخبراء من أزمة تغذية شبيهة بالأزمة التي تواجهها بلدان منطقة الساحل حاليًا بسبب قلة هطول الأمطار وانتشار أمراض سوء التغذية الحادة, وفقًا للعربية نت.
وتنتمي موريتانيا إلى منطقة الساحل القاحلة والحارة التي تمتد لتضم نحو اثني عشر بلدًا من أفقر بلدان العالم من بينها النيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا، ويعاني سكان منطقة الساحل بشكل كبير من قلة الأمطار والجفاف وسوء التغذية.
ولم يجد سكان قرية "إكفان" وسط موريتانيا طريقة للتعبير عن غضبهم من قلة المياه سوى إرسال وفد منهم لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الداخلية واللامركزية، حيث رفعوا لافتات مطالبة بحل أزمة العطش التي تعاني منها قريتهم منذ أسابيع، وقال المحتجون: إن "السكان يصطفون عند الخزان الوحيد في القرية لساعات طويلة من أجل الحصول على حاوية واحدة من الماء"، وأكدوا أن شبكة المياه في القرية أصيبت بأعطال منذ خمس سنوات، ولم تنجح الجهات المعنية في إصلاحه، ما أدى إلى تناقص إمدادات الماء وتضاعف معاناة ساكني القرية الذين لم يجدوا أي تجاوب حتى الآن، فقرروا قطع الطريق الرسمي المؤدي إلى مدينة تجكجة بالموازاة مع تنظيم الوقفة الاحتجاجية.
وتفاعل حزب "تواصل" الإسلامي مع معاناة العطشى، ونظم تظاهرات في العديد من المدن الموريتانية كلعيون وجكني وكرو وباركيول، وانتقد المحتجون والمشاركون في أيام "ضد العطش" - نظمها الحزب - غياب دور الحكومة في مجال توفير المياه.
وكان زعيم المعارضة الموريتانية أحمد ولد داداه قد قال: إن الشعب الموريتاني أوضح في أكثر من مناسبة أنه يريد رحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وقال زعيم المعارضة خلال مهرجان شعبي حاشد أقيم أمس في ميدان ابن عباس على شارع جمال عبد الناصر وسط نواكشوط: "إن المواطنين يعانون من ارتفاع الأسعار وسوء معالجة النظام للأوضاع الاقتصادية، فالأسعار مرتفعة والمعيشة غالية والثروة الحيوانية اندثرت"، متهمًا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بالزج بالبلاد في "حرب خاسرة" في شمال مالي.
وشدد ولد داداه على أن النظام فقد مصداقيته في الخارج وأساء لعلاقات موريتانيا مع جيرانها، مستشهدًا بالحالة المالية.
واعتبر زعيم المعارضة أن الوضع الراهن يستدعي رحيل النظام وحكومته بعد أن "أحرقا" الأخضر.. وتساءل عن وضعية الجيش، وإن كان مع عزيز أم ضده.
وقد خرج الآلاف من الموريتانيين مساء أمس السبت في مسيرة حاشدة للمطالبة برحيل نظام الرئيس محمد ولد عبدالعزيز الذي يحكم البلاد منذ 2008.
ورفع المتظاهرون في مسيرة "الحشد الكبير من أجل الرحيل" التي انطلقت من أمام ملعب العاصمة باتجاه ساحة ابن عباس شعارات تطالب برحيل النظام ولافتات كتب عليها "ارحل" و"لا نريد حكم العسكر" وغيرها.