2012.07.10
الجزيره
سلطت وسائل الإعلام العالمية والمحلية الضوء على تحالف القوى الوطنية بليبيا، بعد أن أظهرت مؤشرات أولية تقدمه في انتخابات المؤتمر الوطني العام (الجمعية التأسيسية) التي أجريت السبت الماضي وبلغت نسبة المشاركة فيها أكثر من 60%، بحسب ما أعلنت المفوضية العليا للانتخابات.
فهذا التحالف الذي يقوده محمود جبريل حقق نتائج متقدمة في معظم الدوائر الانتخابية وخاصة في طرابلس وبنغازي، متقدما بذلك على الإسلاميين بينهم حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية.
وقد اعترف زعيم حزب العدالة والبناء محمد صوان في وقت سابق بـ"تقدم واضح" في طرابلس وبنغازي لتحالف القوى الوطنية، لكن هذه النتائج تتعلق بنظام القوائم التي خُصص لها ثمانون مقعدا من أصل مائتي مقعد، أي بدون نتائج المقاعد الـ120 المخصصة للمرشحين فرديا.
ظهر تحالف القوى الوطنية بعد ثورة 17 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بالعقيد معمر القدافي، وكان هذا التحالف من بين مجموع الأحزاب والتيارات التي عجت بها الساحة السياسية الليبية بعد عقود من الحكم الفردي.
"
يؤكد تحالف القوى الوطنية على ثلاثة مبادئ هي: المواطنة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان
"
يضم التحالف 44 حزبا صغيرا، إضافة إلى مئات الشخصيات المستقلة ومنظمات المجتمع المدني، يقوده محمود جبريل المسؤول الثاني السابق في المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
ثلاثة مبادئ
يؤكد تحالف القوى الوطنية على ثلاثة مبادئ هي: المواطنة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وجاء على لسان مؤسسيه أنهم يسعون لخوض انتخابات المؤتمر الوطني العام (الجمعية التأسيسية) للمشاركة في إعداد دستور يضمن حقوق المواطنة المتساوية.
من الناحية الأيديولوجية، يوصف بالتكتل الليبرالي والعلماني، إلا أن محمود جبريل يرفض هذا الوصف وقال في مؤتمر صحفي بطرابلس في الثامن من يوليو/تموز إن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية هو أحد مبادئه. وشدد على أن تحالف القوى الوطنية يضم "كل الأفكار".
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الأمين العام للتحالف فيصل الكريكشي أن التحالف يتقدم "في غالبية الدوائر الانتخابية".
كما ينادي تحالف القوى الوطنية بما يسميه الإسلام الوسطي والمعتدل، وفي مقابلة سابقة مع وكالة أنباء (شينخوا) قال محمود جبريل "كلنا في ليبيا مسلمون ولكننا ندعو إلى الوسطية في كل الاتجاهات".
مواقف
ومن الناحية السياسية، أظهر تحالف القوى الوطنية منذ إعلان تأسيسه العديد من المواقف، منها معارضته لأداء المجلس الوطني الانتقالي والحكومة الانتقالية، حيث شن عليهما هجوما حادا واعتبر أن أداءهما لم يتفق مع التوقعات المشروعة لأبناء ليبيا.
"
محمود جبريل ينظر إليه البعض أنه رجل الغرب، وكان القيادي الإسلامي الليبي الشيخ علي الصلابي قد اتهم جبريل بـ"سرقة الثورة" الليبية
"
ويقول جبريل إن التحالف الذي يتزعمه لا يريد إقصاء أي طرف في ليبيا، وصرح "لا مكان بعد اليوم في ليبيا للإقصاء". وجاء ذلك في سياق دعوته الأحزاب السياسية وكذلك الأقليات ومنها الأمازيغ والطوارق لإجراء حوار وطني لتشكيل حكومة ائتلافية واسعة.
ومن جهة أخرى، يدعو التحالف إلى حوار جاد مع الشرق الليبي، ووعد في نفس المؤتمر الصحفي الذي عقده في الثامن من يوليو/تموز الجاري بأن يمد يده إلى أنصارالفدرالية الذين قاطعوا الانتخابات وحاولوا تعطيلها في شرقي البلاد، لافتا إلى أن حزبه سيسعى إلى أن يكون هؤلاء ممثلين في الجمعية الوطنية.
ويشعر كثيرون من سكان المنطقة الشرقية بالغضب من تخصيص ستين مقعدا فقط للشرق في المؤتمر الوطني مقابل 102 مقعد للمنطقة الغربية.
يذكر أن محمود جبريل ينظر إليه البعض أنه رجل الغرب، وكان القيادي الإسلامي الليبي الشيخ علي الصلابي قد هاجمه بشدة واتهمه بالعمل على بناء أسس دولة "استبدادية". وذهب الصلابي إلى حد اتهام جبريل بـ"سرقة الثورة" الليبية.