2012.07.10
الجزيره
رغم أن النتائج الرسمية للانتخابات الليبية لم تعلن رسميا، بدأت التوجهات العامة للناخبين تتضح معالمها بعد إعلان جزئي عن بعض النتائج وتسريبات هنا وهناك عن بعضها الآخر، تشير في مجملها إلى أن البرلمان القادم سيتسم بالتوازن.
ويتصدر تحالف القوى الوطنية ذو الخلفية الليبرالية النتائج المعلنة حتى الآن على مستوى القوائم، متبوعا بحزب العدالة والبناء القريب من جماعة الإخوان المسلمين، فيما ينتظر أن يكون للإسلاميين عموما حضور في المرشحين الأفراد.
ويتوقع المحلل السياسي الليبي صلاح المرغني ألا يستطيع أي حزب أو تحالف سياسي أو تكتل الحصول على أغلبية في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بتشكيلته القادمة، مما يعني أنه سيكون مؤتمرا متوازنا ومتنوعا ويعكس إلى حد بعيد إرادة الشعب الليبي، وربما مصلحته في الوقت الراهن.
كما توقع انطلاقا من المؤشرات والتسريبات الأولية أن يحقق المرشحون المقربون من الإسلاميين نتائج جيدة على مستوى المرشحين الأفراد، وهو ما من شأنه أن يعوض النتائج ربما غير المتوقعة التي حصلت عليها هذه الأحزاب على مستوى القوائم الحزبية.
ويخصص القانون الانتخابي 80 مقعدا فقط للكيانات السياسية، فيما يعطي 120 مقعدا للمرشحين المستقلين (الأفراد)، كما وزعت مقاعد المؤتمر على أقاليم ليبيا الثلاثة انطلاقا من المعيارين الجغرافي والسكاني، حيث أعطي الغرب 102 مقعد، والشرق 60 مقعدا، والجنوب 38 مقعدا.
صلاح المرغني يتوقع ألا يحصل أي تكتل على الأغلبية في البرلمان القادم (الجزير نت)
توافق وشراكة
وتوقع المرغني في حديث مع الجزيرة نت أن يفرض التنوع الحاصل على مستوى البرلمان القادم نوعا من التوافق والشراكة بين مكوناته وفرقائه، فلن يستطيع أي طرف أن يحصل على أغلبية يستطيع من خلالها أن يمرر ما يريد، ما يعني أنه ملزم بحكم الواقع بأن يمد يده للطرف الآخر.
وانطلاقا من تلك الوضعية يرى أن المستقلين سيمثلون أهمية كبيرة في المؤتمر القادم، لأنهم سيمثلون صوت التوازن والتوافق داخله، وسيكون كل طرف محتاجا إلى أصواتهم، كما يعني ذلك أيضا أن تشكيل حكومة توافقية سيكون أمرا حتميا في هذه الحالة، لأن أغلبية الثلثين لازمة لحصولها على الثقة من المؤتمر القادم ولن تكون هناك جهة تملك تلك الأغلبية.
وأشار إلى أن الوضعية الحالية جاءت نتيجة لوسطية خطاب كل الأطراف السياسية في ليبيا، فتحالف القوى الوطنية ذو الخلفية الليبرالية تنصل من الخطاب الليبرالي المعهود في الدول العربية، واستمال الناخبين بخطاب إسلامي وسطي يعتمد مرجعية الشريعة الإسلامية وما يتقبله الليبيون، وهو ما جعله يسحب البساط من تحت أقدام الأحزاب الإسلامية في الكثير من المواقع بسبب ذلك الخطاب المعتدل.
"
اقرأ أيضا:
تغطية خاصة عن الانتخابات الليبية
"
احترام النتائج
من جهة ثانية أشار أسامة لكميشي من صحيفة "ليبيا المستقبل" في حديث مع الجزيرة نت إلى أن نتائج الانتخابات التي ستفرز برلمانا مشكلا ومتنوعا تمثل إرادة الناخب الليبي، وعلى الجميع أن يحترمها ويعترف بالنتائج كما هي.
وأشار إلى أن ليبيا تختلف عن الكثير من الدول العربية بحكم اعتزاز الجميع بالإسلام وافتخارهم بمرجعيته الدستورية، وهو ما جعل الناخبين لا يتقيدون عموما بالمعيار الأيديولوجي في منحهم لأصواتهم في انتخابات السبت.
وسيقوم البرلمان القادم بإعادة "تأسيس الدولة" بكتابة دستور جديد لها، وتشكيل حكومة ينتظر وفقا لآراء المحللين أن تكون توافقية يشارك فيها الجميع، كما سيهيئ لانتخابات برلمانية قريبة بعد وضع الدستور.