الجزيره
20120711
يبدأ اليوم الرئيس المصري محمد مرسي زيارة للمملكة العربية السعودية تلبية لدعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهي أول زيارة رسمية يقوم بها للخارج بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، وينتظر أن يبحث فيها ملفات مشتركة مهمة منها العمالة المصرية والعلاقات الثنائية وأهم المستجدات في منطقة الشرق الأوسط.
وتوقع خبراء في أول زيارة لرئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد أن يجرى مرسي مباحثات في الرياض مع المسؤولين السعوديين تتناول قضايا تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المشتركة وسبل تعزيزها.
وتأتى زيارة مرسى للسعودية في أعقاب خلاف دبلوماسي وتوتر في العلاقة بين البلدين بسبب مطالب بإطلاق سراح المحامي المصري أحمد الجيزاوي المعتقل في السعودية، على خلفية قضية اتهامه بتهريب أقراص قيل إنها مخدرة، واتهام سلطات الرياض باحتجازه بسبب إهانته للملك عبد الله.
ويرى رئيس المركز العربي للبحوث السياسية والاقتصادي أحمد مطر أن اختيار مرسي للرياض لتكون وجهته الأولى في زياراته خارج مصر تحمل في مضمونها أهمية العلاقات العربية ومن بينها السعودية في مشروع الرئيس الجديد، حيث تعتبر الرياض أحد أهم جيران مصر.
سياسة واقتصاد
ويتوقع مطر في حديثه للجزيرة نت أن تكون أهم الملفات التي يناقشها الطرفان المشروعات المتوقفة بسبب النظام السابق على المستوى الاقتصادي والسياسي، ومن أهمها الجسر البحري الذي يربط بين البلدين، وتنسيق المواقف بينهما خلال الفترة المقبلة، إلى جانب مشاكل العمالة المصرية في المملكة السعودية.
إضافة إلى موضوع على درجة عالية من الأهمية يضيف مطر، وهو تقوية العلاقات الاقتصادية ودعوة المستثمرين السعوديين للمشاركة في مشروع النهضة الذي يتبناه برنامج الرئيس المنتخب، وتحقيق مزيد من العلاقات التجارية والشراكات مع المستثمرين المصريين.
ووصف الخبير الاستراتيجي علي عبد الفتاح مدير مركز رؤيا للدراسات السياسية والمستقبلية الزيارة المرتقبة بأنها ستغير مفهوم العلاقات الخارجية في مصر، "بعد أن اعتاد المصريون رؤية حكامهم المستبدين يمارسون العلاقات الخارجية بشكل من الخنوع والاستجداء والخوف"، مضيفًا أن مرسي يتبع سياسة المصالح المتبادلة والتكافؤ والاحترام المتبادل.
وأكد عبد الفتاح أن زيارة البلد التي يعمل بها أكثر من 1.5 مليون مصري لها دلالات كبيرة، خاصة بعد الثورة المصرية وسقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إذ تأتي من منطلق كونها دولة رئيسة في الوطن العربي ومن الدول المحورية، سواء لوضعيتها الروحية أو لقوتها الاقتصادية، "لذلك من الطبيعي أن تكون في مقدمة الزيارات الخارجية للرئيس المنتخب" يضيف المتحدث نفسه.
ملفات المنطقة
وتوقع عبد الفتاح أن تتطرق الزيارة لعدة ملفات في مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر والتنسيق والتشاور فيما بينهما حيال ما تمر به المنطقة، ومناقشة المستجدات في الشرق الأوسط سيما القضية الفلسطينية والوضع المتدهور في سوريا، وأيضا الرد على الأقاويل حول الموقف المعادي للسعودية من الثورة المصرية لتفويت الفرصة على المتربصين للعلاقات بين البلدين.
وقال عبد الله الأشعل أستاذ القانون الدولي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية إن اختيار رئيس الجمهورية للسعودية لتكون أولى زياراته الخارجية "دليل على أن سياسته الخارجية تتجه نحو العالمين العربي والإسلامي"، مؤكداً أنه دائما ما تكون الدولة الأولى التي يزورها أي رئيس جديد هي المحددة لشكل السياسة الخارجية.
وشدد الأشعل على عمق وتميز العلاقات المصرية السعودية في ظل ملفات مهمة وكثيرة بين البلدين، لافتا إلى أن الاستثمارات السعودية من أهم الاستثمارات بالسوق المصرية، وهناك اهتمام كبير لدى القاهرة في توسيعها وتقوية العلاقات التجارية بين البلدين.
رأي مخالف
ويرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع أنه ليس من الأمثل أن تكون أولى الزيارات الخارجية للسعودية، والتي تشبه إلى حد كبير جولات الرئيس السابق التي كانت دائما ما تكون على حساب كرامة المصريين على حد قوله، مشددا على ضرورة ألا تقتصر العلاقات السعودية المصرية على التعاون الاقتصادي أو محاولة تهدئة المخاوف من إمكانية تصدير الثورة المصرية للخارج.
وأشار ربيع إلى أن هناك ملفات هامة وملحة ينبغي مناقشتها خلال زيارة مرسي، منها ملف المصريين المحبوسين في السعودية، والأزمة السورية التي تحتاج إلى تنسيق بين مصر والسعودية من أجل التوصل لحل سريع لها، فضلا عن الملف الإيراني وإجهاض محاولات الوقيعة بين القاهرة ودول الخليج، والعمل على الارتقاء بها إلى مستويات أفضل.