20120728
الجزيرة
أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية الجمعة حاجتها لتعزيز تفويض بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد حتى تتمكن من القضاء على المتمردين في المناطق الشرقية، في حين تستعد قوات متعددة الجنسيات مدعومة من قبل الأمم المتحدة لمقاتلة قوات جيش الرب في أوغندا المجاورة.
وكانت بريطانيا قد انضمت إلى الولايات المتحدة وهولندا في تخفيض أو تعليق المساعدات لرواندا عقب تقرير للأمم المتحدة اتهم رواندا بدعم متمردي الكونغو في قتال شرد 470 ألف شخص منذ أبريل/نيسان الماضي.
ومن جهتها، رفضت وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو اتهامات الأمم المتحدة بدعم بلادها للمتمردين، وقالت إنها تأتي ضمن حملة إعلامية وسياسية منسقة ضدها.??
وتقول رواندا إن تحركاتها العسكرية السابقة في الكونغو كانت مبررة بسبب التهديد الذي يشكله المتمردون الهوتو الروانديون المتمركزون في الكونغو.
وكان زعماء أفارقة قد توسطوا لنزع التوتر بين الكونغو الديمقراطية ورواندا في اتفاق لإنشاء قوة محايدة تتولى مواجهة الجماعات المتمردة في الكونغو، ومنها جماعة أم-23 وجماعة أفديالار من الهوتو الروانديين.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم حكومة الكونغو الديمقراطية لامبرت ميندي إن الحل يكمن في تغيير أجزاء من مهمة الأمم المتحدة، مضيفا أن بلاده حصلت على دعم من الاتحاد الأفريقي في قمة أديس أبابا التي عقدت هذا الشهر.
وأثنى المتحدث أيضا على الضغط الذي يمارسه حلفاء رواندا عليها، في إشارة إلى قيام المانحين بقطع مساعداتهم أو تخفيضها.
ويوجد حاليا في الكونغو الديمقراطية أكثر من 17 ألف جندي أممي لكنهم يواجهون صعوبات بسبب اتساع مساحة البلاد، وقد نجح المتمردون في السيطرة على بضع بلدات هذا الأسبوع.
ويذكر أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد تحدثت عن انتهاكات واسعة النطاق ترتكب هناك بانتظام، وتشمل القتل العشوائي والاغتصاب والتعذيب والعنف العرقي.
جيش الرب
وفي الأثناء، تستعد قوة متعددة الجنسيات مدعومة من قبل الأمم المتحدة لمقاتلة جماعة جيش الرب الأوغندية بمساهمة من أوغندا وجنوب السودان، كما تأمل الأمم المتحدة انضمام قوات إضافية من الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا أبو موسى إن دعم المانحين والشركاء الإستراتيجيين الآخرين سيكون هاما جدا لتحقيق المهمة، مؤكدا أن جيش الرب ألحق "معاناة لا يمكن تخيلها" بالدول الأربع.
وأضاف أبو موسى "سنستخدم تكتيكات حرب العصابات والمعلومات الاستخباراتية للوصول إلى كوني"، في إشارة إلى قائد الجماعة جوزيف كوني المطلوب للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
ويذكر أن جيش الرب قد أعلن تمرده في ثمانينيات القرن الماضي، وهو يتمركز في المناطق الحدودية النائية بجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو وجنوب السودان، وكان قد أطيح بكتائبه في أوغندا عام 2006.
ونجحت هذه الجماعة في تهجير ملايين الأشخاص وقتل الآلاف مع توريط الأطفال في حمل السلاح والانخراط في القتال، وهي تستند إلى عقيدة تمزج بين الوثنية المحلية والمسيحية.