20120801
اليوم السابع
قال الصادق المهدى زعيم حزب الأمة السودانى، إنه منذ عدة سنوات قام من خلال نادى مدريد الذى يضم 80 رئيس وزراء سابقين بزيارات إلى عدة دول عربية منها مصر وتونس والبحرين، وكانت هذه الزيارة بتمويل من الاتحاد الأوروبى لمعرفة الأوضاع السياسية لهذه الدول والمدهش
– والكلام للصادق المهدى – أن أجهزة المخابرات فى تلك الدول لم يعترضوا طريقنا فى تلك الزيارة والتى انتهت إلى خلاصة مفادها "إذا لم تحدث المشاركة فى السلطة سيحدث انفجار فى تلك الدول"، وقد تحققت هذه النبوءة وجاءت ثورات الربيع العربى، مضيفاً أن هناك موروث ثقافى إسلامى سيكون له دور ولكن لابد أن يراعى أن هناك واقعاً تعددياً جديداً وإذا لم تحدث التعددية بشكل صحيح ستكون هناك حالة استقطاب حادة.
جاء ذلك من خلال حفل إفطار على شرف الإمام الصادق المهدى زعيم حزب الأمة السودانى إقامته أكاديمية طيبة اليوم مساء اليوم الثلاثاء برئاسة الدكتور صديق عفيفى حضره عدد من الشخصيات والقيادات الحزبية وأساتذة الجامعات واعقب ذلك حلقة نقاشية أدارها د.صديق عفيفى وتحدث خلالها الصادق المهدى حول قضية مياه النيل وثورات الربيع العربى ثم دار بعدها حوار مفتوح مع الحاضرين من بين الذين شاركوا فى الحلقة النقاشية سامح عاشور نقيب المحامين، أمينة النقاش نائب رئيس حزب التجمع، أحمد عبد الحفيظ القيادى بالحزب الناصرى، د.مغاورى دياب رئيس جامعة المنوفية الأسبق والمتخصص فى شئون مياه النيل، مارجريت عازر السكرتير العام المساعد لحزب الوفد، د.سوسن مرسى وزيرة التعليم فى حكومة الوفد الموازية، الناشط السياسى حسن أبو العينين، وممثلون لأحزاب الأمة، مصر الكنانة، مصر الفتاة وعدد من أساتذة الجامعات.
وأشار المهدى إلى أنه إذا لم يعد هناك إنسان قادر على أن يحكم دون أن يراعى حقوق الإنسان فإذا لم يراع ذلك فلا مستقبل لهذا الحاكم، واتهم الصادق المهدى ممارسات النظام الحاكم فى السودان بأنها السبب فى انفصال جنوب السودان بعد ما أعلن هذا النظام عن مشروعه عام 1993 والخاص "بأسلمة المجتمع" دون مراعاة التنوع الموجود فى السودان، وبالتالى كانت هذه الممارسات سببا فى وجود "دولة معادية" فى جنوب السودان حالياً.
وأشار إلى أن النظام الحاكم فى السودان يقوم بعملية "ترقيع" فى الوقت الحالى ويصنع واقعاً غير حقيقى من خلال أحزاب "زخرفية" فى نفس الوقت هناك قتال فى مناطق عدة، ومنها دارفور وكردفان وآبيه، كما أن الوضع ينذر بحرب مع الجنوب.
وأعرب الصادق المهدى عن أمنياته بعدم حدوث فوضى فى السودان لأنه لو حدثت سيكون السودان مكانا للقاعدة ربما أسوأ من أفغانستان لذلك فالجميع وعلى رأسهم مصر لديهم مصلحة فى استقرار السودان وبشأن مشكلة مياه النيل أكد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة السودانى أن هناك مشكلة كبيرة، حيث إن الاستقطاب بين دولتى المصب "مصر والسودان" حاد جداً مع دول المنبع وجنوب السودان بهذا الشكل الحالى سوف تنضم تلقائيا لدول المنبع وفى هذه الحالة سوف نفقد الأمل فى إمكانية زيادة تدفق مياه النيل بما يوازى 20 مليار متر مكعب ولذلك لابد من اتفاقيات استراتيجية وبدون ذلك فالأمر مستحيل.
وحول بناء سد الألفية فى إثيوبيا قال المهدى: يجب أن نعترف فى مصر والسودان أننا لن نستطيع أن نفرض أى شىء على دول حوض النيل بالأوضاع القديمة وليس أمامنا إلا شيئين الأول أن نذهب للمحكمة الدولية والثانى ان نحارب ومثل هذه الحرب لن تأتى بأى نتيجة.
وفى رده على سؤال بشأن كيفية مواجهة الإسلاميين الذين تولوا السلطة فى مصر وتونس طالب الصادق المهدى الأحزاب المدنية العقلانية الديمقراطية، أن تتكتل لتحمى حقوقها وأن يكون هذا التكتل بالتنظيم والفكر والعمل الجاد لأن ما يحدث هو بداية المطاف وليس نهايته لأن الإسلاميين لو تصرفوا مثل الأنظمة السابقة سيحدث لهم ما حدث لنفس تلك الأنظمة التى سقطت وخلال الحلقة النقاشية قام بعمل مداخلات كل من أحمد عبد الحفيظ، أمينة النقاش، حسن أبو العينين وآخرين، حيث طرحوا العديد من التساؤلات على الصادق المهدى بشأن دول الربيع العربى وأزمة مياه النيل.
وفى نهاية الندوة أعلن د.صديق عفيفى رئيس أكاديمية طيبة عن عقد حلقة نقاشية أخرى عقب عيد الفطر مع الصادق المهدى زعيم حزب الأمة كما قام د. صديق عفيفى بإهداء الإمام الصادق المهدى درع أكاديمية طيبة.