عادت الوفود الحزبية الشمالية السودانية المعارضة الى الخرطوم من الاجتماع الذي عقد بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان.
وكان الاجتماع يهدف الى الاتفاق على صيغة للتعاطي مع الحزب الحاكم .من جانبه قاطع المؤتمر الوطني ، مؤتمر جوبا متهما الاحزاب الاخرى بالسعي للانقلاب على السلطة وتلقي تمويل من منظمات غربية.الى ذلك اعتبرت المعارضة السودانية الاجتماع شرعيا كما قدمت تبريرات لتلقيها تمويلا خارجيا.وهدد الأمين العام للحركة الشعبية الحاكمة فى جنوب السودان باقان أموم باللجوء إلى المجتمع الدولى لضمان تنفيذ التوصيات التى خرج بها مؤتمر جوبا.
وهدد نحو 20 حزبا سياسيا بمقاطعة أول انتخابات ستشهدها البلاد منذ أكثر من عشرين عاما إذا لم ينفذ الرئيس عمر البشير سلسلة إصلاحات ويضع حدا للنزاع فى إقليم دارفور غربى البلاد.ودعا ممثلو الأحزاب فى إعلان جوبا الصادر عن المؤتمر إلى تعديل كل القوانين المرتبطة بالحريات والتحول الديمقراطى فى السودان بما ينسجم مع الدستور الانتقالى.
كذلك طالب إعلان جوبا حول الحوار والتفاهم الوطنى، الذى وقعته الأحزاب، بالتوافق حول نتائج الإحصاء المشكوك فيها، وهو الإحصاء الممهد لتحديد الدوائر الانتخابية، وطالب أيضا بإنهاء الحرب الأهلية المتواصلة فى دارفور منذ عام 2003، كشرط مسبق للمشاركة فى الانتخابات. وقال الأمين العام للحركة الشعبية، الشريكة فى الحكومة المركزية مع حزب البشير، إنه سيتواصل مع المجتمع الدولى لدفع الحكومة إلى تنفيذ قرارات المؤتمر.
وأوضح أن اللجان الخاصة بالمؤتمر ركزت نقاشها حول خمسة محاور أساسية تتعلق بقضايا التحول الديمقراطى والسلام، العلاقات الخارجية والمصالحة الوطنية، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية، معربا عن قدرة الأحزاب السياسية على تنفيذ القرارات التى تؤكد ضرورة بلورة إجماع وطنى حول دارفور لإنهاء الصراع بصورة عادلة. وأضاف أن الحركة ستعقد اجتماعا مع حركات دارفور المسلحة يضم كل أطراف النزاع.
فى الوقت نفسه شدد الأمين العام للحركة على ضرورة تحقيق العدالة من خلال محاسبة مرتكبى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية فى دارفور. وثمة مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية فى مارس الماضى بحق الرئيس البشير؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى الإقليم. من جهته، انتقد الصادق المهدى زعيم حزب الأمة القومى، مقاطعة حزب المؤتمر الحاكم لمؤتمر جوبا، قائلا: إن حزب البشير سعى بكل الطرق لإفشال مؤتمر جوبا لعدم قبوله أن تعلب الحركة نفس الأدوار التى يمكن أن يلعبها.
على الجانب الآخر، قلل مندور المهدى الأمين السياسى لحزب المؤتمر الوطنى الحاكم من أهمية مؤتمر جوبا، وشدد على أن قراراته غير ملزمة لنا. واعتبر المهدى أن "مؤتمر جوبا أقيم لمهاجمة حزب المؤتمر الوطنى"، مضيفا أن الحزب الحاكم "وضع شروطا لحضور مؤتمر جوبا، لكن لم ينفذها القائمون عليه، لذا قررنا عدم المشاركة".