20120801
رويترز
قال زعيم فصيل سوداني متمرد يوم الثلاثاء إن السودان غير جاد فيما يتعلق بتقديم مساعدات إنسانية لمناطق يسيطر عليها متمردون في ولايتين حدوديتين رغم موافقة الخرطوم على ذلك مما يعرض حياة مئات الألوف للخطر.
وتقول الأمم المتحدة وجماعات المعونة إن القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق اللتين تقعان على الحدود مع جنوب السودان الذي استقل حديثا دفع مئات آلاف الأشخاص إلى الفرار من ديارهم منذ العام الماضي.
وقالت وكالات الإغاثة إن القتال قلل الحصاد في المنطقتين وإن الناس هناك قد تواجه نقصا حادا في الغذاء مع تضاؤل المخزون.
وفي الشهر الماضي قال السودان الذي يتعرض لضغوط من المجتمع الدولي إنه قبل خطة وضعتها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لضمان وصول المساعدات للمنطقتين وهو اقتراح رفضه من قبل.
ورفض ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال هذه الخطوة على أساس أنها غير صادقة.
وكان عرمان يتحدث من أديس أبابا حيث يجتمع زعماء من الحركة الشعبية لتحرير السودان الجناح الشمالي مع مسؤولين سودانيين على هامش محادثات بين الخرطوم وجوبا.
وقال لرويترز في مقابلة "إنها مجرد حيلة.. شراء للوقت. في الواقع الفعلي فإنهم يضعون المزيد من العقبات."
وتابع "إنهم يصرون على أنهم سيقومون بتوصيل الغذاء إلى... المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة الشعبية قطاع الشمال إنهم يريدون إخضاع عمليات الإغاثة الإنسانية للاتفاق السياسي وربطها به."
وتقول الخرطوم إن الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها في الولايتين تحت السيطرة ولكن هجمات المتمردين تمنع وصول المعونة إلى مناطق أخرى.
وتقول الحركة االشعبية قطاع الشمال إن العشرات في المنطقتين يموتون جوعا كل يوم. وقال عرمان "الوضع كئيب وسيء ويتدهور يوما بعد يوم."
وقال ربيع عبد العاطي وهو مسؤول بوزارة الإعلام السودانية إن المتمردين هم الذين يهاجمون المدنيين ويمنعون وصول المعونة إلى المناطق. وقال إن المعونة لن تقدم لهذه المناطق إلا بعد أن يتوقف المتمردون عن مهاجمتها.
وأنهى تقسيم السودان في عام 2011 بموجب اتفاقية للسلام حربا أهلية استمرت لعقود وتركت عشرات الآلاف من مقاتلي الحركة الشعبية قطاع الشمال الذين وقفوا في صف الجنوب أثناء الصراع يعيشون في الولايات الواقعة إلى الشمال من الحدود.
وتجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين في ولاية جنوب كردفان قبل استقلال جنوب السودان مباشرة وفي ولاية النيل الأزرق في سبتمبر أيلول.
ويقول المتمردون إنهم قطعوا العلاقات مع جنوب السودان بعد الاستقلال ولكن الخرطوم تتهم جوبا بالاستمرار في تقديم الدعم العسكري والمالي للمتمردين.
وأدت المشكلة إلى تعقيد المحادثات بين البلدين وجعلت من الصعب تسوية الخلافات حول قضايا مثل وضع الحدود وكيف سيدفع جنوب السودان الذي لا يطل على أي منافذ بحرية رسوم تصدير نفطه عن طريق السودان.
ونفى عرمان حصول المتمردين على مساعدات من جنوب السودان.
وقال إن السودان "يحاول أن يجد عاملا خارجيا لمشكلة داخلية. الناس تبحث عن أعذار من الخارج."
وقال إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيواجه تمردا طالما أن النخبة العربية الحاكمة في الخرطوم تهمش جماعات بعينها. ولم يذكر عرمان هذه الجماعات بالاسم.
وفي العام الماضي شكلت الحركة الشعبية قطاع الشمال الجبهة الثورية السودانية كتحالف مع متمردين من إقليم دارفور بغرب السودان.
وتتهم الخرطوم الجبهة الثورية السودانية بالعمل على نشر الفوضى في السودان لحساب رفاقهم السابقين في جوبا وهو اتهام ينفيه جنوب السودان.