20120806
رويترز
وافق السودان يوم الاحد على السماح بدخول المساعدات إلى مناطق يسيطر عليها المتمردون في ولايتين حدوديتين حيث تقول منظمات انسانية ان المدنيين أضحوا عرضة لمجاعة وشيكة بسبب القتال.
وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من توصل السودان إلى اتفاق مع جنوب السودان بشأن رسوم نقل النفط الجنوبي عبر اراضي السودان وهي خطوة اولى على سبيل انهاء نزاع كاد يشعل حربا بين البلدين في ابريل نيسان.
وبقيت بين البلدين مشكلات عديدة معلقة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام بموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 من بينها ترسيم الحدود وتحسين الامن في المناطق الحدودية.
وقال الاتحاد الافريقي انه رعى الاتفاق بين السودان ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال للسماح بدخول المساعدات الى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق.
وتقول الامم المتحدة ان نحو نصف مليون شخص نزحوا من ديارهم بسبب القتال بين الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال والجيش السوداني في الولايتين الواقعتين على الحدود مع جنوب السودان. وحذرت الولايات المتحدة وجماعات اغاثة انسانية من وقوع مجاعة في المنطقة.
وقال كمال عبيد رئيس الوفد السوداني في المحادثات التي اجريت في اديس ابابا ان السودان وافق على وقف محدود لاطلاق النار في بعض المناطق التي يسيطر عليها المتمردون كخطوة اولى للسماح بمرور المساعدات.
ولم يقدم عبيد تفاصيل لكنه قال ان المساعدات ستوزع تحت اشراف سوداني دقيق وسيكون لقوات الامن السودانية حق تفتيش الشحنات والموافقة على الموظفين الذين يقومون بتسليمها.
وقال عبيد للصحفيين ان الخرطوم ستجري مزيدا من المحادثات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال بعد انتهاء شهر رمضان لكنه شكك في مدى جدية رغبة الحركة في التوصل الى حل سلمي وفي أنها تريد انهاء القتال.
وشدد عبيد على ان السودان لن ينفذ اتفاق النفط الذي يسمح بتصدير النفط من جنوب السودان عبر اراضيه الا بعد تنفيذ اتفاق أمني شامل يحظر اي علاقات بين حكومة جنوب السودان في جوبا والحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال.
وتقول الخرطوم ان الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال تتلقى دعما من جوبا وهو زعم يجده بعض الدبلوماسيين جديرا بالتصديق على الرغم من النفي الرسمي. ويتهم جنوب السودان الخرطوم بأنها تقصف اراضيه بشكل معتاد وهو ما تنفيه الخرطوم.
وقال عبيد ان السودان ليس مستعدا لتمويل خزانة جنوب السودان كي يهاجم السودان وذلك في اشارة إلى القتال الحدودي الذي وقع مع جنوب السودان في ابريل نيسان.
واحتل جيش جنوب السودان لفترة حقل هجليج النفطي المتنازع عليه والذي ينتج نسبة مهمة من النفط السوداني لكنه قال انه لم يتصرف كذلك الا بعد هجوم من جانب الخرطوم.
ويتعرض الرئيس السوداني عمر حسن البشير لضغوط من حزب المؤتمر الوطني حتى لا يقدم تنازلات اكثر مما يجب لجنوب السودان أو للحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال التي يعتبرها المتشددون في الادارة السودانية عدوا طبيعيا.