20120812
شينخوا
على عكس مايفعل الغرب فإن الصين لاتعطى محاضرات لإفريقيا حول الديمقراطية، حسبما قالت وزيرة الثقافة السابقة في مالي أميناتا تراورى في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) مؤخرا في العاصمة السنغالية داكار.
وقالت السيدة أميناتا التي تزور داكار لاعطاء محاضرة عامة حول "الأسس الثقافية للتنمية الافريقية في سياق الأزمة العالمية". وأضافت خلال شرحها لأسباب الأزمات المتعددة في القارة الافريقية "لقد شهدنا انهيار وضعنا الاقتصادي والسياسي ،وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية كانت بلادنا تنفذ تلك السياسات الاقتصادية التي أدت إلى تفاقم وضع البطالة والفقر".
واستشهدت بأماكن مثل شمال مالي الذى يخضع حاليا للاحتلال على يد المتمردين ،وأشارت إلى أن فشل السياسات الاقتصادية هو ما أدى إلى دفع بعض الناس الذين فقدوا الأمل فى المنطقة إلى اللجوء إلى ما يسمى الآن "الإرهاب والإسلام الراديكالى ".
وقالت الوزيرة السابقة انه يجب ألا ينظر إلى المشكلات الافريقية منفردة ولكن في سياق عالمي. وتساءلت "كيف يمكن ان ينتقل شاب من المتمردين، في مكان مثل مالي، من كيدال الى تيمبوكتو حتى يصل الى جاوا أخيرا؟".
وقالت "إن هذا ليس فشلا لجيش مالى الوطني فحسب "، ولذلك يتعين أن نبدأ بالتساؤل عن نوعية الجيوش الوطنية التي لدينا : لماذا يكون لدينا انقلابات عسكرية في افريقيا دائما؟".
وأكدت أميناتا انه لحل المشكلة يتعين على الحكومات تسخير قوة الثقافة وضمان ان كل برامج التنمية موجهة إلى تحقيق احتياجات شعوبها.
وقالت "لدي انطباع بأن زعماءنا لا يفهمون ذلك. وعلى سبيل المثال، لا تستمع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) ، التي تقوم بدور محوري في ايجاد حل للأزمة في مالي، لشعب مالي بما فيه الكفاية".
وأكدت على أن الشعب سيشعر دائما بأنه تم تمكينه اذا كان هناك بعد ثقافى فى برامج التنمية والديمقراطية.
واصرت الوزيرة المالية السابقة على أن هناك حاجة إلى أن يفهم الشعب ماهو"النظام الاقتصادي العالمي الذى يجد نفسه فيه ،وما هي التحديات التي تواجه ذلك النظام ". وتساءلت "لماذا يستمر زعماء دول ،يقال انها متقدمة ديمقراطية ، ومازالت تعاني من تحديات مالية مثل اليونان واسبانيا، فى إعطائنا محاضرات حول الديمقراطية؟، وأشارت بسرعة إلى "ان ذلك يحدث لأنه لا يبدو ان لدينا ردا مناسبا نحن الافريقيين على تحدياتنا الخاصة". وقالت انه لكي تتقدم القارة الافريقية، لابد من إنهاء سلوكيات مثل الإهدار والفساد والتقليد والرغبة في إضعاف بعضنا بعضا.
وفيما يتعلق بالتعاون الصيني - الافريقي، أشارت أميناتا إلى أنه "على عكس الغرب، فإن الصين أكثر تواضعا ولم تعط افريقيا محاضرات حول الديمقراطية ولم تعلن الحروب بحجة حماية الشعوب".
وقالت "ان الامر يعود للافريقيين لكي يعرفوا أين تكمن مصالحهم ، لأن الآخرين يقاتلون من أجل مصالحهم الخاصة ولايعطي أحد أحدا منحا مجانية".
وفي الختام، حثت الزعماء الافارقة على استخدام ما تقدمه الصين لهم بمسئولية ،وفي نفس الوقت دعت الشعب الافريقي الى ان يكون اكثر يقظة مع قادته الذين قد يريدون إساءة استخدام الموارد التي تقدمها لهم الصين.