20120822
رويترز
قال دبلوماسيون ان السودان وجنوب السودان سيتعرضان لضغوط كي يتوصلا الى اتفاق جزئي لتأمين الحدود بينهما في محادثات يجريانها الاسبوع القادم تمهيدا لاستئناف صادرات النفط ومنع تردي وضع الدولتين الى هاوية الانهيار الاقتصادي والحرب.
ووقعت بالفعل اشتباكات بين جيشي البلدين على الحدود الممتدة 1800 كيلومتر منذ انفصال الجنوب العام الماضي دون تسوية خلافات من بينها الخلاف على ملكية مناطق منتجة للنفط.
وأوقف جنوب السودان انتاجه النفطي تماما في يناير كانون الثاني بسبب خلاف اخر مع الخرطوم حول رسوم تصديره عبر اراضيها. وأدت هذه الخطوة الى قطع رافد أساسي لاقتصاد البلدين.
ويتوقع ان يستأنف الجانبان المفاوضات التي يستضيفها الاتحاد الافريقي في أديس ابابا يوم الاحد القادم بعد ان توصلا الى اتفاق مؤقت بشأن رسوم تصدير النفط هذا الشهر. ويقول السودان انه يريد اتفاقا يضمن الأمن في المناطق الحدودية قبل أن يستأنف جنوب السودان ضخ النفط.
وقال دبلوماسيون لرويترز ان من شأن استئناف تصدير النفط أن يقدم للبلدين دعما اقتصاديا سريعا وقد يساعد في تقريب مصالحهما وهما يسعيان للتوصل الى اتفاق شامل يضع نهاية للقتال عند الحدود.
وأفاد دبلوماسيون غربيون وأفارقة بان وسطاء الاتحاد الافريقي اقترحوا اتفاقا امنيا جزئيا يترك القضايا الاكثر تعقيدا مثل ملكية منطقة أبيي الى وقت لاحق.
وقال دبلوماسي غربي "الخطة هي استئناف تصدير النفط حتى يستطيع الجانبان تحسين اقتصاديهما ويتوفر لهما الحافز كي يستمرا في المحادثات بشأن بقية القضايا."
وقال محجوب محمد صالح رئيس تحرير صحيفة الايام السودانية المستقلة ان من المرجح ان يوافق السودان على اتفاق جزئي يتيح استئناف تصدير النفط حيث انه يواجه احتجاجات شعبية على انفلات التضخم واجراءات التقشف القاسية التي اتخذتها حكومته.
ورحبت وزارة المالية السودانية بالاتفاق على رسوم تصدير النفط كوسيلة تساعد على اعادة الاستقرار الى الاقتصاد الذي يعاني من خلل شديد بسبب فقدانه ثلاثة ارباع انتاج البلاد النفطي - قرابة 350 الف برميل في اليوم - بانفصال الجنوب.
وتمثل العائدات النفطية 98 في المئة من ايرادات الدولة في الجنوب ومن ثم فهو يحرص ايضا على استئناف التصدير.
لكن حتى اذا توصل الجانبان الى اتفاق فقد يحتاج استئناف الصادرات النفطية الجنوبية الى شهور حيث تقول مصادر في صناعة النفط ان انبوبي التصدير ضخت فيهما المياه لطرد النفط حتى لا يتكثف داخلهما ويسدهما كما ان بعض الابار لم تغلق على النحو الصحيح.
وقد أبدى الدبلوماسيون قدرا أكبر من التفاؤل مقارنة بجولات المحادثات السابقة التي شابتها الشكوك العميقة المتبادلة بين الجانبين وهي شكوك تراكمت على مدى سنوات الحرب الاهلية وزادتها حدة الاشتباكات الحدودية التي وقعت في ابريل نيسان.
وقال دبلوماسي افريقي من بلد يقوم بدور في المحادثات "الوضع مختلف الان. فقد تغيرت الظروف منذ وقوع القتال وأصبح من الممكن التوصل الى اتفاق نهائي."
ومن بين نقاط الخلاف الاساسية ترسيم الحدود حيث يتنازع الجانبان خمس مناطق على الاقل تقع عليها.
وكان مجلس الامن الدولي امهل البلدين حتى 22 سبتمبر ايلول لتسوية جميع الخلافات والا تعرضا للعقاب لكن مع طول قائمة النزاعات يريد وسطاء الاتحاد الافريقي التركيز أولا على خط أمني يقيم منطقة عازلة عرضها عشرة كيلومترات بطول الحدود.
وقال عدة دبلوماسيين إن جنوب السودان أبدى تأييده لذلك الخط أما السودان فلا يعترض عليه الا عند نقطة واحدة تضع شريطا عرضه 14 ميلا تستخدمه قبيلة المسيرية العربية في ناحية الجنوب.
وقال دبلوماسي غربي "هذا هو الى حد بعيد الشيء الوحيد المختلف عليه. إن قالت الخرطوم نعم فستصبح المنطقة العازلة واقعا قائما."
وسعى وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي إلى طمأنة السودان الى ان الخط لن يرسم الحدود النهائية لكن الخرطوم تخشى ان تفقد شريط الاربعة عشر ميلا.
وقال صالح رئيس تحرير صحيفة الايام ان هذا الشريط أغنى مراعي المسيرية وان الخرائط التي ترجع الى استقلال السودان عام 1956 تبين انه كان جزءا من الادارة الشمالية.
ويريد السودان ايضا ضمانات تؤكد له ان جوبا ستضع حدا لدعمها لمتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال في ولايتي جنوب السودان والنيل الازرق السودانيتين الواقعتين على الحدود.
وتنفي جوبا اي صلة لها بالمتمردين لكن كثيرا من المحللين والدبلوماسيين يقولون ان مزاعم السودان جديرة بالتصديق.