20120826
الشعب الجديد
كشفت مصادر أن الفريق أحمد شفيق نصح المشير طنطاوى رئيس المجلس العسكري السابق الذى ابتعد عن الأنظار تماماً منذ تسلمه قلادة النيل بعد إحالته على التقاعد مع أربعة من قادة الأفرع الرئيسة في القوات المسلحة،
وسط أنباء عن تحديد إقامته، وتعرضه للمرض، غير أن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي نفى تلك الأنباء، مؤكداً أن طنطاوي يتمتع بحريته، ولم تصدر قرارات بتحديد إقامته في منزله. بالتقاعد في الخارج، بينما قالت المصادر نفسها إن شفيق استقر في الخارج، ولن يعود للقاهرة، خشية تكرار سيناريو الرئيس المخلوع حسني مبارك معه، وتعرضه للسجن.
كشفت مصادر مقربة من الفريق أحمد شفيق المرشح السابق لرئاسة الجمهورية في مصر أن الأخير اتصل بالمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق ورئيس المجلس العسكري أثناء الفترة الإنتقالية، في اليوم التالي لصدور قرار الرئيس محمد مرسي بإحالته على التقاعد.
وقالت المصادر إن شفيق نصح طنطاوي بالتقاعد في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة أو لندن في بريطانيا، مشيرة إلى أن شفيق أعرب لطنطاوي عن مخاوفه من أن يطاله مصير الرئيس المخلوع حسني مبارك ويزج به في السجن، بسبب الدعوات التي يطلقها البعض لمحاكمته على أخطأء المرحلة الإنتقالية، ونبهت المصادر إلى أن شفيق قال لطنطاوي إن الإخوان ليس لهم أمان، ولن يحفظوا له جميله بحماية الثورة، وإجراء انتخابات نزيهة أوصلتهم للسلطة بسهولة ويسر. غير أن المصادر لم توضح ماذا كان رد فعل المشير طنطاوي على نصائح صديقه الفريق أحمد شفيق.
وفي السياق ذاته، أصدر مكتب شفيق في القاهرة بياناً، أمس، بشأن تظاهرات 24 أغسطس ، قال فيه إن "التظاهر والاعتصام السلميين حق لكل مواطن باعتبارهما من المظاهر الحضارية والقانونية للتعبير عن الرفض الجماهيري لأسلوب إدارة شؤون الدولة وجهازها الحكومي"، معلناً أنه "اتخذ قراراً شخصياً بعدم المشاركة السياسية في الفترة الحالية لظروف خاصة لا تتيح له معايشة أحوال البلاد عن قرب". وأشار شفيق إلى أنه "سيواصل عمله في الحركة الوطنية المصرية من خلال حزب سياسي يسعى إلى تأسيسه".
وعلى الرغم من تعوده إصدار بيانات صحافية من وقت لآخر، يعلن فيها أنه يسعى إلى تأسيس حزب سياسي، إلا أن المصادر نفسها، قالت إن الفريق أحمد شفيق لن يعود للقاهرة، مشيرة إلى أنه قرر الإستقرار في الخارج، والتنقل ما بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا وبريطانيا، ولفتت إلى أن أسرة شفيق المكونة من ثلاث بنات وأزواجهن وأحفاده يعيشون معه في الإمارات، بينما يتنقل أزواجهن ما بين الإمارات ومصر لمتابعة أعمالهم، وأضافت المصادر أن شفيق نقل أحفاده من مدارسهم في القاهرة إلى الإمارات، وسوف يبدأون العام الدراسي الجديد هناك. منوهةً بأن بناته وأزواجهن أجلوا تصفية أعمالهم في مصر إلى أجل غير معلوم، لعدم إثارة الرأي العام والجماعات المناهضة لوالدهن ضده.
بحيث تطلب مصر من الإمارات تسليمه في حالة صدور أمر قضائي بضبطه وإحضاره في البلاغات المقدمة ضده لدى النائب العام، لاسيما أن هناك 43 بلاغاً ينظرها النائب العام حالياً ضد شفيق، بعضها يتعلق بقضايا فساد أثناء توليه منصب وزير الطيران المدني، وأخرى تتعلق بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، أو أثناء أحداث ما يعرف إعلامياً ب"موقعة الجمل".
وقالت المصادر إن شفيق حسم أمره بشكل نهائي بعد صدور قرار النائب العام بحبس نجلي المخلوع علاء وجمال على ذمة البلاغات المقدمة ضدهما بمنحهما مساحات شاسعة من أراضي الدولة التابعة لوزارة الطيران المدني، وعزز قراره بالبقاء في الخارج، إقالة المشير حسين طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري من مناصبهم، بالإضافة إلى خشيته من الدعوة إلى مليونيات للمطالبة بمحاكمته على غرار ما حدث مع مبارك، لاسيما أن السلطة كلها بأيدي جماعة الإخوان المسلمين حالياً.
ومن جانبه، قال المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، أبو العز الحريري إن شفيق فرّ للخارج إلى غير رجعة، وأضاف أن شفيق استطاع خداع المصريين من أجل الهروب للخارج، وأضاف أنه بعد إعلان نتائج الجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية بادر بإعلان اعترافه بالهزيمة، وأرسل برقية تهنئة للرئيس محمد مرسي، وأعلن استعداده العمل معه مستشاراً، ثم اختفى من مصر في غضون ساعات قليلة، ثم أصدرت حملته بياناً قالت فيه إنه سافر للإمارات من أجل أداء العمرة، وهو ما أثار سخرية المصريين، مشيراً إلى أنه يتوقع عدم عودة شفيق من الخارج منذ إعلان سفره، وأشار الحريري إلى أن ما يعزز عدم عودة شفيق أنه لم يشارك في جنازة عمر سليمان الذي يعتبر أعز أصدقائه، وفضل البقاء في الخارج خشية إلقاء القبض عليه بمجرد العودة، لأنه مطلوب للتحقيق معه في 41 بلاغاً ضده.
على الجانب الآخر، قال محمد رضا عضو في الحملة الإنتخابية للفريق أحمد شفيق، إن الأخير لم يهرب للخارج، وأضاف أن حكايات الهروب للخارج ينسجها معارضوه من الإخوان، مشيراً إلى أنه لم يصدر أي حكم قضائي بحقه، حتى يهرب للخارج، منوهاً بأن أعضاء حملته ومؤيديه يجهزون لتأسيس حزب سياسي يكون هو زعيماً له".