20120902
رويترز
قالت وزير الاسكان والبنية التحتية في جنوب السودان جيما نونو كومبا إن الجنوب سيمضي قدما في خطة تتكلف عشرة مليارات دولار لبناء عاصمة جديدة رغم خسارته كل عائدات النفط تقريبا إثر توقف الانتاج هذا العام في خطوة قد تثير حفيظة المانحين الذين يرون حاجة هذا البلد الفقير إلى اولويات اخرى.
وكان دبلوماسيون غربيون قالوا في السابق انهم يأملون في اقناع جنوب السودان الذي دمرته الحرب بالتخلي عن فكرة انشاء عاصمة جديدة وتركيز موارده المحدودة على انتشال شعب الجنوب من دائرة الفقر.
وانفصل جنوب السودان عن السودان العام الماضي في اطار اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 والتي انهت عقودا من الحرب الاهلية. ويعتبر جنوب السودان واحدا من اقل دول العالم تقدما.
وقررت حكومة جنوب السودان العام الماضي نقل مقر الحكومة من مدينة جوبا المزدهرة على ضفاف النيل الابيض إلى الشمال في مدينة رامسيل في منطقة تكسوها المستنقعات في ولاية البحيرات بوسط البلاد.
وقالت الحكومة انها تريد مساحة أوسع وتريد بناء مدينة عصرية من الصفر.
وقالت كومبا لرويترز في مقابلة ان المشروع سيمضي قدما وانه سيمول على مراحل.
واضافت ان الحكومة مستعدة لشراكة عامة وخاصة في هذا المشروع الذي يتكلف عشرة مليارات دولار على مدى 20 عاما وقالت كومبا "سنعمل معا مع القطاع الخاص ... كل البنية التحتية كالطرق والصرف والمياه - هذه ستقوم بها الحكومة."
وانتقد دبلوماسي في جوبا طلب عدم الكشف عن هويته اعلان حكومة جنوب السودان عن الخطة. وقال "هذا القرار في هذا الوقت من التقشف سيثير كثيرا من القلق ... الموارد شحيحة."
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المانحين الدوليين ووكالات المساعدة الموجودة في جوبا والتي ضخت بالفعل ملايين الدولارات في مشروعات تنمية في جنوب السودان.
وقالت كومبا ان الحكومة دفعت 2.5 مليون دولار لشركة كورية جنوبية لاعداد دراسة جدوى لستة اشهر بخصوص العاصمة الجديدة.
واضافت ان الدراسة بدأت في ابريل نيسان لكن عرض النتائج أجل بسبب موسم الامطار.
ودمرت الحرب مع السودان جنوب السودان وتركته بلا صناعة ولا بنية تحتية باستثناء قطاع النفط.
وتمنى كثيرون في جنوب السودان ان يقود الاستقلال عن السودان إلى مرحلة جديدة من الازدهار.
لكن ما حدث بدلا من ذلك هو ان الدولة الحبيسة ظلت في نزاعات مع الخرطوم بشأن حجم ما يجب ان تدفعه من رسوم مقابل مرور نفطها عبر اراضي السودان مما ادى إلى وقف انتاج النفط في يناير كانون الثاني. ويمثل النفط 98 في المئة من موارد الدولة.
وتوصل الجانبان إلى اتفاق هذا الشهر تعود بموجبه الصادرات لكن البلدين لم يوقعا الاتفاق النهائي بعد.
وبينما يرحب البعض في جنوب السودان بفكرة انشاء عاصمة جديدة يشكو البعض الاخر من انها لا تمثل اولوية في وقت تواجه فيه البلاد صعوبة في توفير الخدمات الاساسية فضلا عن تفشي الفساد وارتفاع نسبة البطالة خاصة بين الشباب إلى جانب حركات تمرد متعددة.
وقالت كومبا ان الحكومة عازمة على المضي قدما في تنفيذ خطتها على الرغم من العقبات.
وقالت "كي نعمل ونوفر الخدمات المطلوبة نحتاج إلى توسيع مكاتبنا. نحتاج إلى توسيع البنية التحتية وغير ذلك.
"لا نقول انها تتكلف 10 مليارات دولار وسوف ننفذها دفعة واحدة. سيجري الامر على مراحل. سنبدأ فقط بما نحتاجه في هذه اللحظة."
واشارت الحكومة أيضا إلى انها تريد تفادي الخلافات الادارية مع حكومة الولاية التي تشترك معها في العاصمة الحالية.
وقالت كومبا ان حكومة الولاية رفضت تخصيص أراض جديدة وان اعادة تخطيط جوبا للتوسع ستتضمن اعادة توطين اشخاص من المناطق العشوائية.
وقالت "الخيار الوحيد هو الانتقال بشكل كامل إلى مكان جديد يمكن للحكومة فيه تصميم المدينة التي تريدها إلى جانب تفادي المواجهة مع السكان المحليين واصحاب المصالح."