20120902
رويترز
قال مسؤولون ومحامون يوم الخميس ان مالك قناة تلفزيونية خاصة في تونس احتجز انتظارا لمحاكمته بتهمة الفساد في قضية وصفت بأنها محاولة لقمع الاعلام.
وسلم سامي الفهري مالك قناة التونسية نفسه للسلطات بعد صدور امر بالقاء القبض عليه قبل أيام ليواجه تهما بالفساد المالي بعد إنشائه القناة التلفزيونية مع بلحسن الطرابلسي صهر الرئيس السابق وتمتعه بعديد الامتيازات والعقود الاشهارية.
وقال مسؤول بوزارة العدل لرويترز " صدرت بطاقة ايداع بالسجن في حق الفهري منذ ايام بتهمة الفساد ..وقد سلم الفهري نفسه اليوم وتم ايداعه للسجن المدني بالمرناقية وفقا للقانون ".
وقالت سنية الدهماني محامية الفهري انه سلم نفسه بالفعل يوم الخميس.
واضافت لرويترز "القضية مسيسة وجاءت بعد اسابيع مع تعرض سامي الفهري لضغوطات..هناك بعض المؤشرات في القضية ..تدفعنا للاعتقاد بان حرية التعبير مستهدفة"
وقال الفهري في شريط فيديو بثه على الانتريت ان المحاكمة سياسية وتأتي على خلفية برامج تبثها القناة تتنتقد الاداء الحكومي. وقال انه تعرض لضغوط من قبل وزراء في الحكومة.
واضاف الفهري قبل ساعات من تسليم نفسه "المكسب الوحيد اللي ربحناه بعد (الاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في) 14 جانفي (يناير) هي حرية التعبير..حرية التعبير اليوم مهددة".
وبث تلفزيون التونسية سلسلة هزلية ساخرة اسمها "اللوجيك السياسي" ظهر خلالها رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي وحمادي الجبالي رئيس الحكومة وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية في شكل كاريكتوري اضافة الى زعماء للمعارضة. ولاقت السلسلة التي بثت خلال شهر رمضان اعجاب كثير من التونسيين الذي تناقلوها على مواقع الانتريت بشكل واسع.
وانتقد عدد من المسؤولين في الحكومة هذا البرنامج وقالوا انه يسيء لرموز البلاد.
وتواجه الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية مع حزبين علمانيين انتقادات بالسعي للسيطرة على وسائل الاعلام وتكميم حرية الصحافة لكن مسؤولين حكوميين قالوا ان القضية ليست سياسية بل تتعلق بملف فساد.
وقال عامر العريض القيادي بحركة النهضة "الملف لا يتعلق باي شكل بحرية التعبير بل هو ملف فساد مئة مئة والقضاء سيقول كلمة الفصل في هذا الموضوع".
وانتقدت منظمة مراسلون بلا حدود التي تعنى بحرية الصحافة عيوب في الإجراءات التي ساهمت في تسريع إصدار مذكرة التوقيف ضد مالك قناة التونسية الخاصة وطالبت في بيان بتوفير محاكمة عادلة لا تشهد أي تدخل من السلطة.