القاهرة - محيط : شنت صحيفة "الشروق اون لاين" الجزائرية هجوما عنيفا ضد الإعلامي المصري عمرو أديب وطالبت السلطات المصرية بـ "قطع لسانه"، وذلك ردا على ما قاله أديب خلال برنامج "القاهرة اليوم" الذي قدمه مساء السبت عقب فوز المنتخب المصري لكرة القدم على نظيره الزامبي في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس أمم أفريقيا، واعتبرته الصحيفة إهانة لـ "بلد المليون شهيد".
وكان أديب قد تطرق خلال برنامجه إلى "موضوع الشحن الحاصل هذه الأيام بين المصريين والجزائريين"، على خلفية التأهل لكأس العالم، قائلا: "نفسي الجزائريين بوكرة يتنكدوا"، وكان يقصد بذلك هزيمة منتخب الجزائر لكرة القدم في المباراة التي جمعته امس الاحد بنظيره الرواندي وانتهت بفوز الجزائر بثلاثة اهداف مقابل هدذ واحد للمنتخب الرواندي.
وقال أديب خلال برنامجه: "نحن حررنا الجزائريين وطورناهم وعلمناهم العربية فلماذا يكرهوننا؟!"..
وأضاف: "أن هذا الغرور والصلف الجزائري والاستفزاز والمباهاة بالقوة يضايقني جدا"، وتمنى هزيمة المنتخب الجزائري، متسائلا: "لماذا الجزائريون يكرهون المصريين؟".
وقالت الصحيفة: "عار وعيب عليك يا أديب، لكن لمن لا يعرف أديب فهو المصري الذي فجّر قنبلة فيشينك برواندا عندما إتهم لاعبين ضمن فريق المنتخب المصري بالدعارة والمبيت عند بنات الليل، ولذلك فإن الخزعبلات التي أطلقها هذا المصري في حق المصريين وأبناء وطنه، تسقط أي غرابة في استهدافه للجزائريين".
اضافت: ان اديب اعتبر الجزائريين "عدوّا" يجب محاربته، ولذلك لم يجد أديب حرجا ولا حياء في القول: "إن شاء الله يا رب سيكون الجزائريون معبر المصريين نحو المونديال"، قائلا: "كما وصلنا إلى كأس العالم سابقا من خلالهم من الممكن أن نصل هذه المرة من خلالهم أيضا".
وتابعت الصحيفة : "إعلم إن الجزائريين لا يكرهون إخوانهم وأشقاءهم المصريين، إنهم يحبونهم حبا جمّا والتاريخ والعلاقات الشعبية والرسمية شاهد على ذلك، لكن الجزائريين الآن، أصبحوا يمقتونك أنت بعدما أثرت تقزّزهم ودفعتهم إلى التقيّء بتصريحات تافهة لا علاقة لها بحسن الجوار والأخوة والتماسك العربي".
واستنكرت الصحيفة قول أديب :"ساندنا ثورة المليون شهيد، إحنا ألّي طوّرنا الجزائر، وعلّمناهم العربية"، وردت بالقول: "يا سلام يا أديب، زودت الجزائريين باكتشاف واختراع وسبق لم نكن نعرفه، فتبا لك ولتذهب إلى الجحيم، وأنت تدري أن مثل هذه الخرافات لا وجود لها إلاّ في مخيلتك التي سيطر عليها تسييس المونديال، وهي معلومات جديدة يجهلها لسوء حظك إخواننا المصريون قبل الجزائريين، وهو ما يقرؤه تأريخ الزمن الجميل، زمن جمال عبد الناصر والضباط الأحرار".
وواصلت الصحيفة ردها على أديب، حيث ذكرت ان " أديب واصل إطلاق مزاعم كاذبة مفادها: "الجزائريون لا يكرهون المصريين فقط وإنما يكرهون أيضا العرب"، وقالت الصحيفة: "عيب أنت بتؤول إيه يا أديب، الجزائريون حاربوا إلى جانبكم وماتوا من أجل قضية العرب، ولا داعي لقلب المواجع والبحث عن الإعترافات والشهادات، فلكلّ مقام مقال ولكلّ حادث حديث، وصحيح "ألّي اختشو ماتو"!.
واختتمت الصحيفة ردها على أديب بالقول: "الله يهديك يا أديب.. لماذا كلّ هذا الحقد والغلّ والكراهية لجزائريين مسالمين، منذ انطلاق تصفيات ومباريات كأس العالم، وهم يتعاطون مع الحدث الرياضي بعيدا عن السياسة المسوسة، ويتعاملون مع إخوانهم المصريين وفريقهم الوطني بكلّ احترام وبكل روح رياضية، لكنك إخترت طريق التسييس ومنعرج الإثارة وصبّ البنزين على النار، ومهما فعلت فلن تغيّر مجرى التاريخ ولا الروابط القوية بين الجزائر والقاهرة، والأخوة بين الجزائريين والمصريين، وإعلم أن الامر يتعلّق بلعبة كرة قدم، فيها غالب ومغلوب".
في نفس السياق، دعا محمد روراوة رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري نظيره المصري سمير زاهر ومعه الشعب المصري إلى الالتزام بالروح الرياضية تحسبا للمباراة التي ستجمع المنتخبين يوم 14 تشرين ثان/نوفمبر بالقاهرة في ختام مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كاسي العالم وإفريقيا عام 2010 .
ووصف روراوة الجمهور الجزائري بالرائع وقال انه كان مثاليا في جميع المباريات التي لعبها الفريق على أرضه.
وتحتل الجزائر قبل المواجهة الحاسمة صدارة المجموعة الثالثة برصيد 13 نقطة مقابل عشر نقاط لمصر وأربعة لزامبيا و نقطة واحدة لرواندا متذيلة الترتيب. وقال روراوة للصحفيين بعد نهاية المباراة أمام رواندا "أتمنى أن تكون المباراة الأخيرة ضد مصر بمثابة مباراة بين الأشقاء و أن يذهب الفوز والتأهل للمنتخب الأفضل".