20120908
الشعب الجديد
دعا أول سفير لدولة جنوب السودان في السودان (الشمال) لتجاوز الخلافات بين الدولتين، واستئناف المبادلات التجارية بينهما، فيما تم تعيين سفير للخرطوم في جوبا، ومن المرتقب توجهه لجوبا خلال أيام
وقال السفير دوت وول في تصريحات صحافية في سفارة بلاده الجديدة في الخرطوم أمس الأربعاء: إن الصراعات السياسية أثرت بشدة على اقتصاد البلدين"، مشيرًا إلى رغبة بلاده في تعزيز التجارة الثنائية والمشروعات الزراعية المشتركة وفتح نقاط جمركية
وأكد أن الرئيس السوداني عمر البشير وعده بالمساعدة في التعجيل بعودة آلاف الجنوبيين إلى بلادهم عبر فتح الحدود، وأشار إلى استئناف الرحلات بين جوبا والخرطوم منتصف هذا الشهر، بعد أن ظلت معلقة منذ أبريل الماضي
ووصل وول إلى الخرطوم الشهر الماضي، وقدم أوراق اعتماده للرئيس السوداني أمس الأربعاء، كما أعلن السودان أنه اختار سفيرًا له في جوبا، لكن السفير الجديد لم يسافر بعد لتقديم أوراق اعتماده
وقد استأنف الجانبان المفاوضات بين البلدين حول القضايا الخلافية مساء الثلاثاء في أديس أبابا، ومن أبرز القضايا التي تشملها المفاوضات نفط الجنوب، الذي توصل البلدان الشهر الماضي إلى اتفاق مؤقت بشأنه يقضي باستئناف الصادرات النفطية، على أن يكون رسم العبور عن برميل النفط الواحد 9.48 دولارات
لكن رئيس وفد جنوب السودان دينغ ألور قال في أديس أبابا: "إن الاتفاق ما زال يحتاج إلى استكماله"، معتبرًا أن استئناف إنتاج النفط أمر حيوي للبلدين
ولا يزال الخلاف قائمًا على منطقة أبيي، وعلى ترسيم الحدود وإقامة منطقة حدودية خالية من السلاح تطالب بها الخرطوم شرطًا لاستئناف تصدير النفط الجنوبي، إذ تشكو من دعم جوبا لحركات سودانية متمردة، وهو ما تنفيه جوبا، كما تشمل القضايا الخلافية ملف مواطني جنوب السودان المقيمين في الأراضي السودانية، والذين لا يزالون محاصرين بسبب مشكلات قانونية
وقد منح الاتحاد الأفريقي الطرفين مهلة تنتهي في 22 من الشهر الجاري للتوصل إلى اتفاق شامل
وبلغ الخلاف بين الدولتين أوجه في أبريل الماضي حين شارفتا على الدخول في حرب جديدة بسبب النزاع على حقوق النفط والحدود وقضايا أخرى، قبل أن يتراجع التوتر بضغط أممي أفريقي حملهما على استئناف المفاوضات، والتحضير لتبادل السفراء
وكان جنوب السودان قد انفصل عن السودان في يوليو 2011، بموجب اتفاق سلام شامل وقع في 2005، إلا أن هذا الانفصال، لم ينه المشاكل بين الجانبين، بل زادت توترًا، كما زادت الأوضاع في جنوب السودان سوءًا، بشكل واضح، حسبما أوضح تقرير إغاثي، بعد مرور عام كامل على انفصاله عن الشمال