20120909
الجزاير تايمز
حذرت منسقية المعارضة الموريتانية من مخاطر دخول موريتانيا في حرب بدأت طبولها تقرع في مالي المجاورة لدحر التنظيمات المسلحة المسيطرة على المنطقة الشمالية التي تغطي ثلثي مساحة هذا البلد الذي يشهد وضعا سياسيا مهزوزا منذ الاطاحة برئيسه توماني توري في مارس آذار الماضي.
وجاء هذا التحذير في ندوة سياسية أنهت المنسقية جلساتها أمس الجمعة تحت عنوان 'الأزمة في مالي: الرهانات، الآثار والآفاق في شبه المنطقة وموريتانيا'، شارك فيها عدد من كبار الخبراء الاستيراتيجيين الموريتانيين وعدد من كبار الضباط الموريتانيين بينهم العقيد المعارض عبد الرحمن ولد بوبكر القائد السابق لأركان الجيش الموريتاني'. كما جاء هذا التحذير أياما قليلة بعد زيارة أداها لموريتانيا جان افليكس باغانون الممثل الشخصي لوزير الخاجية الفرنسي المكلف بالساحل ووصفها المراقبون بأنها زيارة تستهدف حشد الطاقات العسكرية للحرب.
وشدد المشاركون في الندوة على 'أهمية ابتعاد موريتانيا عن الحرب التي تخطط لها جهات عدة بحجة استرداد شمال مالي مؤكدين أن موريتانيا لا بد أن تتأثر بما يجري على حدودها'.
وأكد المشاركون 'أن موريتانيا على وشك الدخول في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، و من المؤكد أنها ستتأثر بتلك الحرب لأن مجال هذه الحرب هو حدود موريتانيا مع مالي وهي تشكل منفذا لتهريب المخدرات والسلاح وإغلاق ذلك المنفذ معناه القضاء على تلك الجماعات وهذا ما لن تسمح به تلك الجماعات المقاتلة والشرسة في آن واحد'.
وانتقدت الندوة العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الموريتاني في وقت سابق داخل الأراضي المالية والتي تسببت في إثارة عداوة وحقد الحركات المسلحة.
وأكد المشاركون ان سكان المناطق الشرقية الموريتانية يعتمدون بكل يومي على المراعي المالية في تربية مواشيهم وستؤدي الحرب حتما لإغلاق الحدود مما سيدمر أنعام موريتانيا ومواشيها في ظرف يتسم بجفاف وقحط كاسح.
وأرجع المشاركون في الندوة اندلاع الأزمة المالية لأسباب منها اضطهاد أنظمة باماكو للأقليات القومية كالطوارق والعرب ومنها العنصرية داخل الجيش المالي حيث أن عناصر الطوارق أو العرب كان يقضي 20 سنة في الجيش بدون أن يتقدم ولو لرتبة واحدة بينما يتدرج الآخرون في الجيش بشكل طبيعي.
وكان جان افليكس باغانون الممثل الشخصي لوزير الخاجية الفرنسي المكلف بالساحل قد اجتمع مطولا الأسبوع الماضي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حيث ناقش معه الوضع في مالي. وأكد باغانون في تصريحات للصحافة 'أنه اتفق مع الرئيس الموريتاني على حجم المخاطر التي يشكلها التهديد الارهابي في الشمال المالي وضرورة مواجهته، وأهمية تنمية الحوار السياسي الذي يمكن القوى السياسية ذات الحضور في الشمال المالي والبعيدة عن الارهابيين من المساهمة في المجهود المشترك الرامي الى اعادة توحيد هذه الدولة'.