20120909
العالم
قالت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي انه يتعين على الحكومات الاوروبية ممارسة نفوذها ومهاراتها الهندسية بشكل اكثر كفاءة لمنع الصراعات بشأن امدادات المياه التي يمكن ان تهدد الامن العالمي.
ولدى الاتحاد الاوروبي مصلحة استراتيجية في ضمان الاستقرار في المناطق التي بها بعض من اكبر مشكلات المياه في العالم ومن بينها شمال افريقيا بعد ثورات الصحوة الاسلامية واسيا الوسطى التي تملك احتياطيات مهمة من الطاقة.
وقالت اشتون ان حوض نهر النيل يمثل قلقا بشكل خاص. واضافت "اذا تمت ادارته بشكل جيد فان النيل يملك امكانية تحفيز التكامل الاقليمي والمساعدة في تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقة واسعة. "واذا ادير بشكل سيء فان كل دول النيل يمكن ان تشعر بالعواقب السلبية في اقتصادياتها وتنميتها الاجتماعية."
وعلى امتداد نهر النيل يؤدي تزايد الطلب على المياه نتيجة النمو السكاني والاستثمارات الخارجية والتغر المناخي الى وضع نظام الحكم الجديد في مصر في مواجهة مع دول المنبع مثل اثيوبيا ورواندا والتي تشعر باحباط بسبب نصيب القاهرة غير المتناسب من مياه النيل.
وفي اسيا الوسطى وهي واحدة من اكثر مناطق العالم جفافا ادى سوء التخطيط الذي يعود للعهد السوفيتي الى ترك دول تعتمد اعتمادا اكبيرا على محاصيل تحتاج مياها كثيرة مثل القطن والحبوب مما ادى الى توترات بشأن استخدام المياه وبناء السدود.
وقال رئيس اوزبكستان اسلام كريموف ان اي خلاف بشأن موارد المياه يخاطر باثارة صراع عسكري في المنطقة السوفيتية السابقة.
وقالت اشتون التي تستضيف اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في قبرص حيث نوقش امن المياه ان الاتحاد سيعرض خبرته من اجل المساعدة في تهدئة التوترات في اسيا الوسطى.
واضافت ان "طلب اسيا الوسطى المتزايد على مورد محدود ومشترك يحمل مخاطر ولكن ايضا فرصا للتعاون في المنطقة كلها وسنواصل جهودنا لمساعدة المنطقة في هذه الاتجاه."
وتشير توقعات الامم المتحدة الى انه مع توقع زيادة عدد سكان العالم لاكثر من تسعة مليارات نسمة في 2050 من سبعة مليارات نسمة حاليا فان من المتوقع ان يزيد الطلب على الغذاء بنسبة 70 في المئة خلال الاربعة عقود المقبلة مما يضع ضغوطا غير مسبوقة على موارد المياه.
وقالت اشتون ان "من المرجح ان يؤثر نقص المياه وسوء نوعية المياه والجفاف والفيضانات على مناطق كثيرة..خلال السنوات القليلة المقبلة وهذا يمكن ان يؤدي الى عدم الاستقرار وعدم الامن واللذين يمكن ان يكون له تأثير مباشر على اوروبا."
ويقول خبراء ان بامكان الاتحاد الاوروبي ان يساعد الدول التي تفتقر الى المياه في شمال افريقيا على تحسين ادارتها لاستخدام الماء مما يساعد في معالجة الانتقادات بان اوروبا لم ترد بشكل فعال على التحديات الناجمة عن الربيع العربي.