دخلت الاشتباكات الواقعة قرب السفارة الأمريكية بالقاهرة بين قوات الأمن ومتظاهرين أغضبهم الفيلم المسيء للنبي محمد يومها الرابع في الساعات الأولى من صباح السبت لتخلف قتيل وعشرات المصابين.
وانتقلت الاشتباكات الى طريق رئيسية على ضفاف النيل بعدما اغلقت السلطات الشارع المؤدي للسفارة. ويبحث المحتجون الذين يصر العديد منهم على اقتحام السفارة عن طرق بديلة للوصول للموقع.
وقتل رجل يبلغ من العمر 35 عاما جراء اصابته بطلقات خرطوش في وقت متأخر الجمعة بعد ثلاثة ايام من قيام محتجين بتسلق اسوار السفارة وتمزيقهم العلم الامريكي.
ورددت مجموعة على مقربة من الاشتباكات هتافات منها "الله اكبر" و"لا إله إلا الله" بينما انشغل اخرون برشق الشرطة بالحجارة وسط شارع يربط بين ميدان التحرير والسفارة الامريكية. وردت الشرطة بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع.
وتجمع المئات من المحتجين في الشوارع الواقعة قرب السفارة في وقت متأخر الجمعة ورشقوا الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن 27 شخصا أصيبوا يوم الجمعة ليرتفع عدد المصابين منذ بدء الاشتباكات إلى أكثر من 250 بينهم مصابون بطلقات خرطوش.
وقال احد المشاركين في الاحتجاجات ويدعى احمد عبدالجواد (31 عاما) "ستستمر الاشتباكات حتى يأخذ الرئيس مرسي موقفا قويا... نحاول الوصول للسفارة لنقول للعالم اجمع اننا هنا."
ويتعين على الرئيس الإسلامي أن يقيم توازنا دقيقا بين تعهده بحماية سفارة دولة تقدم مساعدات كبيرة لمصر ورغبة مؤيديه الإسلاميين في أن يروا موقفا قويا من جانبه ضد الفيلم.
وفي سيناء قال شاهد عيان ومصدر امني ان متشددين هاجموا قاعدة مراقبة دولية قرب الحدود مع اسرائيل وغزة. وأفاد مسؤول من القوة بأن الجنديين المصابين من كولومبيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جورج ليتل إن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة "للتأكيد على أهمية ضمان سلامة وأمن البعثة الدبلوماسية الأمريكية."
وقال ليتل "في ضوء الاحتجاجات الراهنة في مصر أكد الوزير السيسي على التزام مصر بتأمين المنشآت الدبلوماسية الأمريكية والموظفين الأمريكيين."
واثار الفيلم الذي انتج في كاليفورنيا بميزانية صغيرة غضبا اجتاح بلدان الشرق الاوسط وتسبب في اقتحام العديد من السفارات الأمريكية بالمنطقة.
وكرر مرسي ادانته للفيلم ورفضه للعنف ووعد بحماية البعثات الدبلوماسية وذلك في تصريحات ادلى بها من ايطاليا المحطة الثانية له ضمن جولة اوروبية.
وقال مرسي يوم الخميس إنه اتصل بالرئيس الأمريكي باراك أوباما وطالبه بأن يقف ضد من يريدون الإضرار بالعلاقات المصرية الأمريكية في الولايات المتحدة.
وقالت الحكومة المصرية إن واشنطن لا تتحمل المسؤولية عن الفيلم لكن طالبتها بإجراءات قضائية ضد منتجيه.
وتنفي الحكومة الأمريكية أي علاقة لها بالفيلم لكنها تقول انه ليس بمقدورها تقييد الحق الدستوري في التعبير عن الرأي داخل الولايات المتحدة.
وللولايات المتحدة سفارة كبيرة في القاهرة نظرا لبرنامج المساعدات الضخم الذي بدأ بعد توقيع مصر على اتفاقية السلام مع اسرائيل عام 1979. وتقدم واشنطن منحة سنوية للجيش المصري قدرها 1.3 مليار دولار علاوة على مساعدات مالية اخرى للحكومة.
20120916
رويترز