اغلق مئات من افراد شرطة مكافحة الشغب المنطقة القريبة من السفارة الامريكية في القاهرة يوم السبت وقال وزير الداخلية انه سيستعيد الهدوء بعد اربعة ايام من الاشتباكات بين الشرطة والمصريين الغاضبين من فيلم مسيء للنبي محمد أنتج في الولايات المتحدة.
وقتل محتج عمره 35 عاما واصيب العشرات في اشتباكات وقعت ليل الجمعة.
واغلقت السلطات الشارع المؤدي الى السفارة الامريكية حيث قضى المتظاهرون اربعة ايام يلقون الحجارة والقنابل الحارقة على الشرطة.
وساد الهدوء المنطقة في ساعات الصباح الاولى يوم السبت. وشاهد مراسل من رويترز الشرطة وهي تقتاد شبانا الى سيارات ترحيلات. واثنان منهما مصابان برضوض فيما يبدو واحدهما لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية.
وصرخ احد الشبان بينما كانت عناصر من الشرطة تدفعه نحو سيارة الترحيلات "بالراحة".
وطوقت الشرطة الطرق المؤدية الى ميدان التحرير قرب السفارة الامريكية وفتش ضباط يرتدون ملابس مدنية ويمسكون بالعصي المارة. وتناثرت القمامة في ميدان التحرير وجرى قطر مركبة محترقة بعيدا عن الميدان الذي كان مركز الانتفاضة الشعبية التي اندلعت العام الماضي للاطاحة بالرئيس حسني مبارك.
وقال وزير الداخلية احمد جمال الدين لدى تفقده للمنطقة "وجودنا هنا لتطهير الميدان من الخارجين عن القانون ولازم نحافظ على الميدان باعتباره رمزا للثورة. هو ده الهدف من المأمورية اللي احنا فيها. هنا فيه خدمات مرورية وخدمات بحثية علشان (من اجل) الخارجين عن القانون ميرجعوش تاني (مرة اخرى) للميدان."
وقال المحتجون انهم يريدون طرد السفيرة الامريكية لعقاب واشنطن على الفيلم رخيص التكلفة الذي انتج في كاليفورنيا ويسيء للنبي محمد. ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية الفيلم بأنه "مقزز ويستوجب اللوم".
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن 27 شخصا أصيبوا يوم الجمعة ليرتفع عدد المصابين الى أكثر من 250 منذ يوم الثلاثاء عندما تسلق محتجون اسوار السفارة ومزقوا العلم الامريكي.
ورشق مئات المحتجين الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة حتى وقت متأخر من مساء يوم الجمعة بينما ابعدتهم الشرطة عن محيط السفارة.
وكبرت مجموعة على مقربة من الاشتباكات ورددت "لا إله إلا الله" بينما انشغل اخرون برشق الشرطة بالحجارة وسط شارع يربط بين ميدان التحرير والسفارة الامريكية. وردت الشرطة بإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع.
ويتعين على الرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي أن يقيم توازنا دقيقا بين تعهده بحماية سفارة دولة تقدم مساعدات كبيرة لمصر ورغبة مؤيديه الإسلاميين في أن يروا موقفا قويا من جانبه ضد الفيلم.
وفي سيناء قال شاهد عيان ومصدر امني ان متشددين هاجموا قاعدة مراقبة دولية قرب الحدود مع اسرائيل وغزة. وأفاد مسؤول من القوة بأن جنديين من كولومبيا أصيبا في الهجوم.
وقال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة "للتأكيد على أهمية ضمان سلامة وأمن البعثة الدبلوماسية الأمريكية."
وقال ليتل "في ضوء الاحتجاجات الراهنة في مصر أكد الوزير السيسي على التزام مصر بتأمين المنشآت الدبلوماسية الأمريكية والموظفين الأمريكيين."
واثار الفيلم غضبا اجتاح بلدان الشرق الاوسط وتسبب في اقتحام العديد من السفارات الأمريكية بالمنطقة.
وفي ليبيا قالت السلطات انها اعتقلت اربعة اشخاص في اطار التحقيق في مهاجمة القنصلية الامريكية في بنغازي يوم الثلاثاء وهو ما اسفر عن مقتل السفير وثلاثة امريكيين اخرين.
وكرر مرسي ادانته للفيلم ورفضه للعنف ووعد بحماية البعثات الدبلوماسية. وقالت الحكومة المصرية إن واشنطن لا تتحمل المسؤولية عن الفيلم لكن طالبتها بإجراءات قضائية ضد منتجيه.
وتنفي الحكومة الأمريكية أي علاقة لها بالفيلم لكنها تقول انه ليس بمقدورها تقييد الحق الدستوري في التعبير عن الرأي داخل الولايات المتحدة.
وللولايات المتحدة سفارة كبيرة في القاهرة نظرا لبرنامج المساعدات الضخم الذي بدأ بعد توقيع مصر على معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979 . وتقدم واشنطن منحة سنوية للجيش المصري قدرها 1.3 مليار دولار علاوة على مساعدات مالية اخرى للحكومة.
20120916
رويترز