قال متحدث باسم الرئيس الامريكي باراك اوباما انه لا يوجد لدى المسؤولين دليل على ان الهجوم الذي اسفر عن قتل السفير الامريكي في ليبيا كان مخططا سلفا وهو تأكيد يزيد من الغموض بشأن هذا الحادث.
وعلى الفور بعد الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي بليبيا ليل الثلاثاء نقل على نطاق واسع في وسائل الاعلام عن مسؤولين امريكيين طلبوا عدم نشر اسمائهم قولهم انهم يعتقدون ان الهجوم مخطط ومنظم بشكل جيد .
ولكن جاي كارني السكرتير الصحفي لاوباما قدم يوم الجمعة نسخة مختلفة للاحداث . وقال كارني في افادة صحفية "لا توجد لدينا في هذه اللحظة معلومات تشير او تقول لكم ان هذا يشير الى ان ايا من هذه الاضطرابات مخططة سلفا."
وأدت التصريحات التي ادلها بها سناتور امريكي بارز يوم الجمعة الى زيادة التخبط بشأن ما تعرفه الحكومة الامريكية عن هذا الهجوم. وبعد افادة قدمها وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا قال الديمقراطي كارل ليفن الذي يراس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الامريكي للصحفيين انه فهم ان هذا الهجوم مخطط ومتعمد.
وقال مسؤول امريكي اخر "كل شيء رأيته يقول ان هذا هجوم مسلح ومخطط بشكل كبير. ليس حشد يرد على الفيلم. ما اذا كان هذا مخططا ام لا مسألة اخرى."
وعلى الرغم من ان بعض الحقائق الرئيسية مازالت غير واضحة واذا تم في نهاية الامر تحديد ان الهجوم خطط له سلفا فقد يسبب هذا احراجا لاوباما الذي يتصدى لهجمات من المرشح الجمهوري ميت رومني بشأن اسلوب معالجته لتصاعد اعمال العنف المناهضة لامريكا في الشرق الاوسط.
وقتل السفير الامريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة امريكيين اخرين في اعمال العنف.
وقال مسؤولون في بعض الوكالات المشاركة بشكل مباشر في التحقيق في هجوم بنغازي انه تم منعهم من الادلاء بشكل علني بما يعرفونه لان مكتب التحقيقات الاتحادي بدأ تحقيقا كاملا في المسألة.
ولكن مسؤولين امريكيين على المام بالحادث قالوا ان تأكيد البيت الابيض بعدم وجود معلومات تشير الى ان اعمال العنف كانت مدبرة يبسط ما تعرفه الحكومة الامريكية.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الافصاح عن هويتها عند مناقشة معلومات حساسة انه بناء على المعلومات المتاحة حاليا فان معظم مسؤولي الحكومة الاخرين يعتقدون انه كان يوجد بعض التخطيط والتنظيم على الاقل وراء هجوم بنغازي.
وبصرف النظر عن اي شيء اخر اشارت المصادر الى اسلحة ثقيلة من بينها قذائف صاروخية ومورتر زعم ان متشددين استخدموها خلال الهجوم. ومن شبه المؤكد ان نشر مثل هذه الاسلحة كان سيتطلب بعض التنظيم او التخطيط سلفا.
وقال مصدر ان تراكم الادلة يشير الى ان متشددين منظمين مع بعض التخطيط القليل ربما استغلوا ما بدأ كمظاهرة عفوية لحشد كان يحتج على الفيلم المسيء للنبي محمد والذي أعد في كاليفورنيا.
واضاف انه في نفس الوقت لا توجد حتى الان ادلة دامغة على ان التخطيط لهذا الهجوم بدأ منذ فترة طويلة قبل مظاهرة الحشد.
ودافع مسؤول كبير بالادارة الامريكية بوسعه الاطلاع على احدث معلومات المخابرات عن رواية كارني .
وقال المسؤول شريطة عدم نشر اسمه ان"المعلومات المتاحة حاليا تشير الى ان المظاهرات في بنغازي كانت عفوية واستلهمت الاحتجاجات عند السفارة الامريكية في القاهرة وتطورت الى الهجوم ضد القنصلية."
وقال المسؤول انه لا يوجد ما يشير في هذه المرحلة الى ان هجوم بنغازي كان مدبرا سلفا ولكن توجد اسلحة كثيرة في يد الناس والمتشددين الذين كانوا موجودين بين الحشود.
واضاف "نعرف ان متطرفين اسلاميين شاركوا في بعض المظاهرات ولكن ليس بالضرورة مجموعة واحدة كانت لها السيطرة."
وعقب الهجوم مباشرة عزز بعض الخبراء نظرية ان متشددين ليبيين مرتبطين بالقاعدة بدأوا التخطيط منذ بعض الوقت لمهاجمة القنصلية في ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 في نيويورك والعاصمة واشنطن.
ومن بين النظريات المرتبطة بذلك ان المتشددين خططوا سلفا للهجوم ليأتي بعد بث شريط مصور ادان فيه ايمن الظواهري زعيم القاعدة قتل احد نوابه الليبيين في هجوم شنته طائرة امريكية بلا طيار ودعوته للانتقام.
وقال مسؤولون امريكيون لرويترز يوم الخميس انه على الرغم من بث احد البرامج الحوارية بقناة فضائية عربية اجزاء من الفيلم المسييء للاسلام يوم السبت الماضي فان هذا البث لم يدفع الى تعزيز رئيسي للاحتياطات الامنية.
وقال مسؤولان امريكيان يوم الجمعة ان واشنطن ارسلت بعد علمها بهذا البث شكلا ما من النصيحة "المحددة" غير البارزة بشأن ذلك للبعثات الدبلوماسية الامريكية. ولكن الرسالة لم تكن مثيرة للقلق بشكل كبير الى حد ان تؤدي الى تعزيز رئيسي في الامن لاحتمال مواجهة طواريء.
وسئل يوم الجمعة عما اذا كان لدى الولايات المتحدة اي معلومات مخابرات سلفا عن احتمال وقوع هجوم فقال كارني "لم نكن نعلم بأي معلومات مخابرات تشير الى هجوما على البعثة الدبلوماسية في بنغازي قد خطط له او على وشك ان يقع ."
20120916
رويترز