قال سكان والجيش الكيني يوم الثلاثاء إن حركة الشباب الصومالية المتشددة سحبت قادتها من مدينة كيسمايو الساحلية تاركة الجنود العاديين للدفاع عن المعقل الأخير للحركة في مواجهة القوات الأفريقية التي تواصل التقدم.
وفقد المتمردون المرتبطون بالقاعدة معاقلهم في جنوب ووسط الصومال مع تقدم قوات الاتحاد الأفريقي بما في ذلك القوات الكينية.
وينظر إلى الصومال الواقع في منطقة القرن الأفريقي باعتباره مصدر تهديد للاستقرار الإقليمي وقد أصبح ساحة لحرب تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين الإسلاميين.
وبينما سيضعف الاستيلاء على كيسمايو وهي محور لعمليات حركة الشباب في جنوب البلاد القدرة العسكرية ومعنويات المتمردين على الأرجح لكن من المستبعد أن يوجه الضربة القاضية التي تتطلع إليها مقديشو وحلفاؤها الإقليميون.
ويتوقع دبلوماسيون غربيون أن ينسحب المتمردون إلى المناطق الداخلية وأن يلجأوا إلى شن هجمات كر وفر وتفجيرات في المناطق الحضرية.
واجتاحت القوات الكينية عددا من مواقع المتشددين شمالي وجنوب غربي كيسمايو في اليومين المنصرمين لتصبح على بعد 50 كيلومترا من ثاني كبرى المدن الصومالية.
وقال متحدث باسم الجيش الكيني إن تخلي قادة المتمردين عن كيسمايو يعد بمثابة قبول بالهزيمة.
وقال الكولونيل سيروس أوجونا متحدثا لرويترز "تتجه كيسمايو نحو الاستسلام. لا نتوقع أي مقاومة بمجرد دخولنا المدينة."
وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث العسكري باسم حركة الشباب إن المدينة لن تستسلم.
وتابع "سندافع عن كيسمايو. صمدنا في مواجهة القوات الكينية على مدى عام" مشيرا إلى إرسال كينيا لقوات إلى الصومال في أكتوبر تشرين الأول الماضي في أعقاب سلسلة من الهجمات على سياح وعلى موظفي المعونة أنحي باللائمة فيها على المتمردين.
ويستعد السكان في أزقة كيسمايو البيضاء والتي تكثر المآذن في افقها لسقوط المدينة. وقال من تبقى من مدنيين في المدينة ان عدة مئات من المدنيين فروا يوم الثلاثاء على عربات تجرها دواب وحافلات صغيرة وسيارات نقل.
وقال صاحب متجر "أجلى أعضاء الشباب عائلاتهم والإمدادات. والمقاتلون يعودون من خطوط الجبهة (خارج المدينة)."
وقال مقيم آخر في المدينة يدعى اسماعيل سوجوف "لا نرى كثيرا من مقاتلي الشباب.. بضعة رجال فقط.. ولا نرى أيضا سياراتهم الفاخرة."
وقال سكان في كيسمايو إن راديو الأندلس التابع للمتمردين توقف عن الإرسال يوم الاثنين مما أدى إلى عزل قيادة الحركة عن الأنصار في المدينة وخارجها.
وذكرت الشباب أن مشكلات فنية تسببت في توقف الإرسال ونفت صحة الأنباء عن فرار المقاتلين.
وقال أوجونا المتحدث باسم الجيش الكيني إن الخناق يضيق على كيسمايو مع اقتراب القوات الكينية من المدينة من جميع الاتجاهات. ورفض أن يعطي إطارا زمنيا للهجوم النهائي.
وحافظ المتمردون على جيوب للتأييد في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الرغم من فرضهم بعض القوانين الصارمة مثل بتر اطراف المجرمين وحظر الموسيقى ومشاهدة مباريات كرة القدم.
وقال سليمان نور أحد الشيوخ المحليين إن هناك معارضة واسعة النطاق لجماعة مقاتلي راس كمبوني التي تدعم القوات الكينية وقوات الحكومة الصومالية.
وأحمد مدوبي زعيم جماعة راس كمبوني قائد إسلامي سابق وكان حاكما لكيسمايو لكن مقاتلي الشباب طردوه من المدينة عام 2009 .
وقال نور "الشباب والأهالي طردوا ميليشيا راس كمبوني. بعض السكان مستعدون للانضمام إلى الشباب في القتال او في هجمات الكر والفر التالية (لسقوط المدينة)."
20120919
رويترز