قال مسؤول غربي شارك في المحادثات بين السودان وجنوب السودان ان البلدين يتجهان نحو التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع سيسمح باستئناف صادرات النفط الحيوية لاقتصاديهما.
وقال دبلوماسيون انه يمكن ان تحدث خلافات نظرا لانعدام الثقة البالغ بين الطرفين وعدم تنفيذ اتفاقات سابقة بالكامل لكن المزاج السائد في المحادثات التي تجري بوساطة من الاتحاد الافريقي يبدو أكثر اشراقا من الجولات السابقة.
وإنفصل جنوب السودان عن السودان العام الماضي بموجب اتفاق سلام تم التوصل اليه في 2005 لكن مازال يتعين على الجانبين حل سلسلة من القضايا التي تتعلق بالتقسيم. وكادت اشتباكات الحدود تتحول الى حرب شاملة في ابريل نيسان لكن التوترات هدأت منذ ذلك الحين.
وقال المبعوث الخاص للنرويج لدى السودان وجنوب السودان انه واثق من ان الرئيسين سيستجيبان لنداء الاتحاد الافريقي للذهاب الى أديس أبابا للانتهاء من المحادثات قبل حلول اجل مهلة حددها مجلس الامن الدولي في 22 سبتمبر ايلول.
وقال اندريه شتيانسن لرويترز على هامش المحادثات "نقدر الجهود القوية التي بذلها الجانبان بشأن القضايا العالقة ونحن على ثقة من انهما سيتوصلان الى اتفاق قبل نهاية المهلة."
وأضاف "أعتقد ان قمة ستعقد في وقت لاحق هذا الاسبوع. لا يمكنني تحديد اليوم لكنني أعتقد انه ستعقد قمة. والقمة ضرورية لاتمام هذا الاتفاق."
والنرويج وسيط في المحادثات لأنها تقدم المشورة للبلدين بشأن امور نفطية ولها مكانة كطرف محايد.
ولم يؤكد أي من الجانبين ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير سيعقدان قمة في العاصمة الاثيوبية قبيل نهاية مهلة الامم المتحدة لكن دبلوماسيين في المحادثات التي تجرى في فندق خمسة نجوم أبدوا تفاؤلا.
وقال دبلوماسي لرويترز "قطعنا شوطا طويلا. لا تزال توجد قضايا تحتاج الى حل لكن ذلك ممكن. المناخ في المحادثات ايجابي."
وكان جنوب السودان قد أوقف انتاج النفط الذي يمثل نحو 98 في المئة من ايرادات الدولة في يناير كانون الثاني في نزاع مع الخرطوم بشان المبلغ الذي يجب ان يدفعه لتصدير النفط عبر الشمال الى موانيء البحر الاحمر.
لكن دبلوماسيا آخر قال ان الجانبين "قريبان جدا" من التوصل الى اتفاق نهائي بشأن نقل النفط مضيفا انهما يبحثان الان الجوانب الفنية لاستئناف الانتاج. واضاف "محادثاتهم هذه المرة أكثر تركيزا وبناءة جدا."
ويقول دبلوماسيون ان الهدف الاساسي الان هو الحصول على موافقة السودان على اقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على الحدود في خطوة اولى نحو تسوية النزاعات بشأن الحدود المضطربة التي لم يتم ترسيمها جيدا.
ويعترض السودان على خريطة اقترحها الاتحاد الافريقي تضع قطاعا عرضه 14 كيلومترا داخل اراضي الجنوب. وهذه الارض خصبة للرعو لقبائل عربية متحالفة مع الخرطوم.
وقال دبلوماسيون ان الجانبين يبحثان آلية تشمل انسحاب جيش جنوب السودان من المنطقة على أن يتحدد مصيرها النهائي في وقت لاحق.
وقال مصدر دبلوماسي قريب من وفد الجنوب "توجد ضغوط كبيرة على السودان ليوافق على الخريطة. ويبحث خبراء الان كيفية العمل بشأن المخاوف الامنية للسودان مثل انسحاب قوات الجنوب من المنطقة."
وبمجرد الاتفاق على منطقة عازلة يمكن استئناف صادرات نفط الجنوب التي ستعطي دفعة لاقتصاد الجانبين وحافزا لهما ليواصلا بحث قضايا اخرى أكثر تعقيدا. لكن هذه الجولة من المحادثات لن تقدم حلا بشأن مصير منطقة أبيي الحدودية وهو من اصعب القضايا.
وتأمل القوى الغربية تحقيق تقدم أكبر بمجرد ان يوافق الجانبان على استئناف صادرات النفط وهو امر يمكن ان يستغرق عدة اشهر لان خطوط الانابيب غمرت بالمياه ولحقت اضرار ببعض حقول النفط اثناء القتال في ابريل نيسان.
20120919
رويترز