عاد الهدوء الحذر إلى مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية السبت، بعد موجة من أعمال العنف شهدتها الليلة الماضية على أثر اقتحام المئات من المتظاهرين لمقرات عدد من كتائب وسرايا المحسوبين على الثوار، والتي أدت حسب مصادر أمنية مؤكدة إلى مقتل 4 أشخاص وجرح أكثر من 70 آخرين بجروح متفاوتة.
وأكد شهود عيان لـ"يونايتد برس انترناشونال"، أن معظم شوارع المدينة شهدت حركة عادية بعد المظاهرة الحاشدة التي شهدتها مساء الجمعة بمشاركة الآلاف من سكانها، والتي طالب فيها المتظاهرون بقوة بنزع كافة الأسلحة وحل الكتائب المسلحة للثوار وبسط سيادة الدولة عن طريق تدعيم وتفعل المؤسستين الأمنية والعسكرية.
وقال الشهود، إنه بعد مظاهرة مسائية سلمية وحضارية عبر خلالها المتظاهرون عن مطالبهم المشروعة، قام المئات منهم في ساعة متأخرة من الليلة الماضية باقتحام عدد من الكتائب المسلحة غير المنضوية تحت شرعية المؤسسات الرسمية في المدينة سرعان ما امتدت إلى بعض الكتائب التابعة لرئاسة الأركان ووزارة الداخلية.
وأضافوا أن المتظاهرين اقتحموا كتيبة أنصار الشريعة التي أثيرت حولها الشبهات بالهجوم على القنصلية الأمريكية ما أدى الى مقتل السفير و3 من رفاقه الدبلوماسيين، غير أن أفراد هذه الكتيبة التي لم تنضم إلى المؤسسات الرسمية انسحبوا أمام غضب المتظاهرين وتوجهوا مع أسلحتهم من الباب الخلفي إلى مكان غير معلوم.
وتابعوا أن المتظاهرين قاموا كذلك باقتحام كتيبة شهداء بوسليم ومنها توجهوا إلى كتبتي السحاتي ودرع ليبيا المنضويتين تحت شرعية الدولة حيث وقعت بعض المواجهات وإطلاق النار مما أدى حسب محصلة أولية إلى مقتل 4 أشخاص وجرح ما لا يقل عن 70 آخرين.
وقالت مصادر أمنية بالمدينة من جهتها، إن الجيش الليبي تسلّم المقرات التي أخليت من الكتائب فيما تقوم وحدات منه بالسيطرة على الأوضاع.
ووجه رئيس المؤتمر الوطني العام يوسف المقريف، ورئيس الحكومة المنتخبة مصطفي ابوشاقور، ورئيس الأركان اللواء يوسف المنقوش، خطابات إلى المتظاهرين دعوهم فيها إلى ضبط النفس والتفريق بين الكتائب التي تتبع الجهات الرسمية في الدولة وبين الكتائب والسرايا الأخرى التي ليس لها علاقة بهذه الجهات، مشيرين إلى أن كتيبتا السحاتي ودرع ليبيا يتبعان للمؤسسات الرسمية للدولة وينفذان تعليماتها.
وكان المتظاهرون أمهلوا في بيان لهم المؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية مدة أسبوع لتحقيق مطالبهم أو عودتهم إلى الشوارع من جديد لتصحيح مسار ثورة 17 فبراير التي أسقطت نظام معمر القذافي من جديد.
ويشار إلى أن مدينة بنغازي التي شهدت البدايات الأولى لثورة 17 فبراير ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي تعيش أوضاع أمنية هشة وعمليات تفجير واغتيالات لعدد من كبار ضباط الأمن والجيش والتي وصلت إلى الاعتداء على المقرات الدبلوماسية ومن بينها الهجوم الأخير على القنصلية الأمريكية الذي أودي بحياة السفير وثلاثة من الأمريكيين.
20120923
القدس العربي