امرت النيابة العامة بمدينة بني سويف المصرية يوم الخميس بتسليم طفلين مسيحيين اتهما بتدنيس المصحف إلى والديهما بعد يومين من إيداعهما مؤسسة رعاية الأحداث بالمدينة.
وقال المستشار حمدي فاروق المحامي العام الأول لنيابات بني سويف الواقعة في صعيد مصر إن والدي الطفلين قدما شهادتين رسميتين بأن سن كل من الطفلين لا يتجاوز عشر سنوات.
وأضاف "القانون يوجب تسليم الأطفال أقل من هذه السن لآبائهم إذا ارتكبوا مخالفات."
وكان فاروق أمر يوم الثلاثاء بإيداع مينا نادي فرج وكرم رزق فتحي في مؤسسة رعاية الاحداث بالمدينة لمدة سبعة أيام بعد أن أحالتهما الشرطة إليه للتحقيق معهما بعد بلاغ تلقته من أحد سكان عزبة ماركو إحدى قرى المحافظة قال فيه إنهما تبولا على نسخة من المصحف أمام مسجد القرية.
وكان اتهام الطفلين بتدنيس المصحف تسبب في إثارة التوتر في القرية واتخاذ إجراءات أمن مشددة بها يوم الاثنين خشية اندلاع أعمال عنف بحسب المصادر الأمنية وسكان.
وأحتجزت الشرطة الطفلين في ذلك اليوم.
وقال الشيخ ربيع محمد أحد سكان القرية إنه ومقدم البلاغ إبراهيم محمد علي زارا الطفلين ووالديهما بعد عودتهما إلى القرية يوم الخميس. وأضاف أن جو الزيارة كان وديا "بعد أن تأكدنا أن تصرف الطفلين ليس وراءه أحد من الكبار."
لكن أمير الجماعة الإسلامية في بني سويف الشيخ جمال شمردل قال لرويترز "أنا أحمل قس القرية المسؤولية لأنه لم يقم بواجبه نحو توعية الأسر المسيحية في الكنيسة."
وأضاف "أؤكد على أن الطفلين بريئان لأنهما لا يعيان ما قاما به لكن أعتقد أنهما شاهدا تصرفات للكبار قاما بتقليدها. حرصا منا على الاستقرار أغلقنا الملف."
وكان عشرات السلفيين يتقدمهم شمردل تجمعوا أمام مركز الشرطة بمدينة الفشن التي تتبعها عزبة ماركو يوم الثلاثاء مطالبين بمعاقبة من قالوا إنهم وراء قيام الطفلين بتدنيس المصحف.
ويشتكي مسيحيون من أن قياديا سلفيا مزق نسخة من الإنجيل خلال مظاهرة أمام السفارة الأمريكية الشهر الماضي دون أن تحيله السلطات إلى المحاكمة محبوسا.
وقال القيادي السلفي ويدعى أبو إسلام أحمد عبد الله إنه مزق نسخة من إنجيل محرف مترجم إلى اللغة العربية وليس الإنجيل الذي يتعبد به مسيحيو مصر.
وكانت محكمة في محافظة سوهاج التي تقع في جنوب مصر أيضا عاقبت مدرسا مسيحيا الشهر الماضي بالحبس ست سنوات منها ثلاث سنوات لإدانته بازدراء الإسلام في صفحته على موقع فيسبوك وسنتان لإدانته بإهانة الرئيس محمد مرسي وسنة لإدانته بإهانة مقيم الدعوى.
ويسود الوئام علاقات المسلمين والأقلية المسيحية في مصر لكن نزاعات تتصل ببناء وصيانة الكنائس وتغيير الديانة وعلاقات الرجال والنساء من الجانبين تسببت في أعمال عنف في بعض الحالات. وشاب التوتر الاجواء بين الجانبين بعد الاحتجاجات الواسعة في العالم الاسلامي الشهر الماضي على فيلم (براءة المسلمين) المسيء للنبي محمد الذي انتج في الولايات المتحدة ونشر عبر موقع يوتيوب على الانترنت.
رويترز