أعلن التوهامي عبدولي كاتب الدولة المكلف بالشؤون الأوروبية، الجمعة في باريس، ان قصة الفتاة التي اغتصبها شرطيان تونسيان في الثالث من الشهر الفائت، تحولت إلى "قضية دولة" وسببت "حرجا بالغا" للحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية.
وقال عبدولي في مؤتمر صحافي "في الوقت الحالي هناك قضيتا دولة في تونس:السلفية، وملف الفتاة المغتصبة".
وفي الرابع من ايلول/ سبتمبر، اعتقلت السلطات ثلاثة شرطيين اتهمت الفتاة اثنين منهم باغتصابها داخل سيارة شرطة في ساعة متأخرة من ليل الثالث من الشهر نفسه، والثالث "بالابتزاز" المالي لخطيبها الذي كان برفقتها.
والثلاثاء الماضي وجه القضاء التونسي إلى الفتاة وخطيبها تهمة "التجاهر عمدا بفعل فاحش" بعد أن زعم الشرطيون الثلاثة انهم ضبطوهما في "وضعية غير أخلاقية" داخل سيارتهما، ما أثار استياء منظمات حقوقية تونسية ودولية اتهمت السلطات ب"تشويه سمعة" الفتاة المغتصبة دفاعا عن وزارة الداخلية التي يتولاها علي العريض القيادي البارز في حركة النهضة.
وذكر التوهامي العبدولي أن القضاء وجه التهمة إلى الفتاة وخطيبها بموجب قانون صدر سنة 2004 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وقال "انها قضية دولة (سببت لنا) وضعية محرجة جدا، لكن ما يمكن عمله لتخطي العدالة؟".
وأضاف "يجب أن نضع على الطاولة تناقضات" القانون ملقيا في المقابل بالكرة في ملعب نواب المجلس الوطني التأسيسي المكلف بصياغة دستور الجمهورية الثانية في تونس.
وفي سياق آخر أعلن المسؤول التونسي وهو عضو في حزب "التكتل" شريك حركة النهضة في الحكم،أن التيار السلفي الجهادي يمثل "خطرا وطنيا ودوليا" بعد أن هاجم محسوبون على هذا التيار السفارة والمدرسة الاميركيتين بالعاصمة تونس في 14 ايلول/ سبتمبر الفائت خلال احتجاجات على عرض فيلم مسيئ للاسلام انتج في الولايات المتحدة.
وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من المحتجين وإصابة العشرات.
وقال "السلفيون ليس لهم الخيار، إما أن يحترموا القانون وإلا فلن يكون لهم أي مكان في المجتمع التونسي (..) هناك ما بين 3000 و7000 سلفي في تونس بينهم 800 جهادي".
وأرجع عدم نجاح الامن التونسي في منع الهجوم على السفارة والمدرسة الامريكيتين إلى نقص في "الحرفية" و"التجهيزات".
وأضاف ان الامن اعتقل حوالي 120 سلفيا يشتبه أنهم شاركوا في الهجوم، بينهم "أبو أيوب" أحد زعماء السلفية الجهادية في تونس.
وتابع أن "أبو عياض" زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" السلفي الجهادي الأكثر تشددا في تونس "سيتم اعتقاله لاحقا ودون أضرار".
وفشلت الشرطة ثلاث مرات في اعتقال "أبو عياض" الهارب منها مند مهاجمة السفارة والمدرسة الامريكيتين.
وقال مراقبون إن تونس تخشى ردود فعل عنيفة من أنصار "أبو عياض" في حال اعتقاله.
وأضاف التوهامي عبدولي أن السلفية مسألة "دولية" وأن تونس لا يمكنها مجابهتها بمفردها "دون مساعدة من الدول المتوسطية".
ويزور المسؤول التونسي فرنسا ضمن جولة أوروبية تهدف إلى "طمأنة" شركاء بلاده الاوروبيين بخصوص حماية مقرات البعثات الدبلوماسية الاجنبية في تونس إثر الهجوم الذي استهدف السفارة الامريكية.
وبعد باريس، سيتوجه عبدولي الى مدريد ولشبونة ولندن. وقد سبق له ضمن جولته الاوروبية زيارة روما وبرن وبروكسل وبرلين.
وفي فرنسا من المقرر أن يلتقي بالخصوص يمينة بن غيغي الوزيرة المفوضة للفرنكفونية.
القدس العربي