شارك ألوف المصريين يوم الثلاثاء في مسيرة بالقاهرة في الذكرى الأولى لمقتل 27 نشطا مسيحيا في اشتباك مع قوات من الجيش في حين يحشد نشطاء لمظاهرة كبيرة يوم الجمعة القادم احتجاجا على سياسات الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي أكمل يوم الاثنين مئة يوم في السلطة.
وقال نشطاء مسيحيون ومسلمون وسياسيون إن قوات الجيش استهدفت النشطاء الذين كانوا يحاولون الاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون قبل عام احتجاجا على قيام إسلاميين بهدم كنيسة في جنوب البلاد.
وقالت السلطات إن المبنى الذي هدم كان دار ضيافة حاول ملاكها تحويلها إلى كنيسة.
وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير شؤون البلاد وقتئذ بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك إن طرفا ثالثا أطلق الرصاص الذي أودى بحياة بعض النشطاء وإن مدرعة تابعة للجيش اختطفت واستخدمت في دهس البعض الآخر منهم.
وانطلقت مسيرة يوم الثلاثاء التي غلب عليها المسيحيون لكن شارك فيها نشطاء مسلمون كثيرون من حي شبرا ذي الكثافة السكانية المسيحية ووصلت إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يطل على نيل القاهرة عبر شارع كورنيش النيل في نفس المكان الذي وقع فيه اشتباك العام الماضي في مثل هذا اليوم.
ورفع المشاركون صورا للقتلى بينها صورة للنشط مينا دانيال الذي كانت مشاركته بارزة في الانتفاضة التي أطاحت بمبارك.
ورفعوا صورا لرئيس المجلس العسكري السابق المشير محمد حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان والقائد السابق للشرطة العسكرية حمدي بدين وقد أحاط برأس كل منهم حبل مشنقة في إشارة إلى المطالبة بإعدامهم.
وفي أغسطس آب أحال مرسي كلا من طنطاوي وعنان إلى التقاعد وعينهما مستشارين له كما عين بدين ملحقا عسكريا لمصر في الصين.
ووصف سياسيون ونشطاء ذلك بأنه خروج آمن لرئيس وأعضاء المجلس العسكري. ولاقى أكثر من مئة نشط حتفهم وأصيب ألوف آخرون في احتجاجات عنيفة خلال إدارة المجلس لشؤون البلاد لمدة 16 شهرا تقريبا.
وهتف المشاركون في المسيرة يوم الثلاثاء "يسقط يسقط حكم المرشد" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي.
وهتف الناشط اليساري البارز كمال خليل "لا إخوان ولا عسكرية ثورتنا ثورة شعبية" و"يسقط يسقط مرسي مبارك" و"اتنين ملمهمش أمان العسكر والإخوان".
وقال خليل للمشاركين في المسيرة يوم الثلاثاء "يوم 12 (أكتوبر تشرين الأول الحالي) ميعادنا في الميدان" في إشارة إلى ميدان التحرير الذي كان بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك.
وشارك في الاحتجاج ثلاثة من شيوخ الأزهر الذين يطالبون بمدنية الدولة. وهتف أحدهم "مدنية مدنية لا إخوان ولا سلفية" و"القصاص القصاص قتلوا اخواتنا بالرصاص".
وكان شيخ أزهري بارز قتل خلال فض اعتصام أمام مجلس الوزراء القريب من ميدان التحرير نهاية العام الماضي.
وشاركت في المسيرة منتقبات ومتحجبات. وقالت حنان محمد وفيق وهي ربة بيت منتقبة "جئت للمشاركة من أجل القصاص لشهداء الثورة كلهم مسلمين ومسيحيين."
وأضافت مشيرة إلى أحد أبرز شعارات الانتفاضة "مسلم ومسيحي إيد واحدة."
وبعد وصول المسيرة إلى منطقة ماسبيرو التي يوجد فيها مبنى الإذاعة والتلفزيون أشعل نشطاء النار في دمية لطنطاوي.
وكانت محاولة الاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون قبل عام أعقبت مسيرة انطلقت من حي شبرا وضمت ألوف المسيحيين وبعض النشطاء المسلمين.
واتسمت الفترة الانتقالية التي انتهت بنقل السلطة إلى مرسي يوم 30 يونيو حزيران بعد نحو أسبوع من انتخابه باضطراب سياسي وأمني وتراجع اقتصادي.
رويترز