وصف راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في تونس أن حركة نداء تونس التي يقودها الوزير الأول الأسبق باجي قايد السبسي أخطر على الثورة من السلفيين وان حديثه عن العلمانيين وسيطرتهم على أجهزة الأمن اخرج عن سياقه.
وقال الغنوشي لصحيفة (الخبر) الجزائرية في عددها الصادر السبت إن "حركة نداء تونس هي إعادة لتجمع بن علي، وليست قوة سياسية جديدة، أما السلفيون فهم من قوى الثورة، كانوا في السجون ومعتقلات بن علي، فهم من ضحايا بن علي، لكن قطاعا واسعا من حركة نداء تونس هم من تجمع بن علي وتحولوا إلى حزب".
وأضاف أن "السلفيين هم خارج أجهزة الدولة، بينما نداء تونس هم في صلب الأجهزة، تجدهم في الإدارة وفي الإعلام، وهم أخطر على الثورة من السلفيين الذين هم طيف واسع متعدد، وهناك سلفية مسالمة وهناك سلفية عنيفة. ونحن نتعاون مع كل طرف بالحوار، وكل من يتجاوز حدوده فهناك قانون يحكم عليه".
وأكد الغنوشي انه مادامت فئة من التونسيين غير مطمئنة وتخشى من الشريعة التي تبقى مفهوم متلبس عند العلمانيين والنخبة فان حركة النهضة لن تتعجل في تطبيقها.
ودعا الشباب السلفي في تونس أن يقدر ويثمن ما حصلوا عليه من حرية ومن إمكانية العمل في المساجد وإقامة الجمعيات، وأن يعملوا كأحزاب، لافتا إلى أن أطرافا في تونس رهانها الاستراتيجي الأساسي هو دفع هؤلاء الشباب السلفي إلى التصادم مع السلطة، ودفع السلطة إلى التصادم مع هؤلاء الشباب.
وقال:"هناك في عالم السياسة والصحافة في تونس، ولا أقصد الجميع، تجار حروب يسعون إلى أن يحارب التونسيون بعضهم بعضا، ولا يضرهم إن كان ذلك يهدم البيت على رؤوس الجميع، مادام هو الطريق لإبعاد النهضة من الحكم".
وتابع "هناك دفع متواصل للتصادم بين الحكومة وبين التيار السلفي. تجار الحروب هؤلاء يريدوننا أن نكرر ما حدث في زمن بن علي من اعتقالات جماعية وحشد الناس في المعتقلات، وبالتالي دفع شباب التيار السلفي إلى ممارسة العنف، خاصة وأن بعضهم تدرب فعلا على العنف، وقدِم فعلا من ساحات جهادية في الصومال وأفغانستان.
واضاف :"هم يريدون أن يدفعوا النهضة إلى إجراء حملات اعتقال جماعية للسلفيين، مثلما كان يفعل بن علي من اعتقال الناس بتهمة الانتماء للنهضة. نحن نرفض هذا المنهج. الدولة لا شأن لها بالتيارات الفكرية، وتتعامل مع الناس كأفراد".
وكشف زعيم حركة النهضة أن الترويكا الحاكمة تعد لمبادرة سياسية توافقية سيعلن عنها قريبا ، منوها أن مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل هي مبادرة وطنية ستجمع التونسيين يوم 16 تشرين أول/أكتوبر الجاري في مؤتمر الحوار الوطني.
القدس العربي