دعت مجموعات مصرية ناشطة على الإنترنت إلى حملة ضغط شعبية لإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين بالسجون المصرية كاشفة أسماء 19 منهم، في حين قالت تلك المجموعات إنّ هناك ثلاثين فلسطينياً بسجون مدينة العريش وحدها.
وجاء ذلك عقب مناشدة أهالي المعتقلين الفلسطينيين بمصر الرئيس حسني مبارك التدخل للإفراج عن أبنائهم الذين قالوا إنهم 24 معتقلا، عدد منهم أمضى سنوات دون أن يُقدّموا للمحاكمة، وأكدوا أنه يتم إخضاعهم للتعذيب. وقالت مجموعتيْ "افعل شيئاً" و"أنصار القدس" على الإنترنت إنّ هناك "مئات" المعتقلين الفلسطينيين بالسجون المصرية.
ونشرت المجموعتان "مجموعة من أسماء مئات الفلسطينيين المعتقلين لدينا في مصر، لكي يعرف العالم أنّ هؤلاء معتقلون لدينا ويجب حمايتهم، ولكي يرسل كلّ واحد منّا رسالة موجّهة لرئاسة الوزراء المصرية ولسفارات مصر للمطالبة بإطلاق سراحهم الآن وفوراً قبل أن يتم قتلهم من التعذيب مثل يوسف (أبو زهري) وأن تتم مراقبة وضع السجناء غير المصريين الأغراب البعيدين عن الأهل".
وقال الناشطون إنّ من بين المعتقلين تسعة أفراد من الجرحى الفلسطينيين بالقاهرة اقتحمت قوات الأمن السكن الذي يقيمون به وقامت باعتقالهم، وبينهم طفلة لا يتجاوز عمرها أربع سنوات، ونبهوا إلى أنّ هناك على الأقل ثلاثين معتقلاً فلسطينياً بالعريش فقط.
جهود عبر الإنترنت وطالب النشطاء زملاءهم بمنتديات الإنترنت المختلفة بكتابة رسالة تطالب بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين الذين وردت أسماؤهم فوراً، وعن كلّ المعتقلين الفلسطينيين بمصر، وإرسالها إلى رئاسة الوزراء المصرية.
كما أورد الناشطون عناوين أربعين سفارة مصرية بالخارج، والبريد الإلكتروني الخاص بها، كي يتم إرسال رسائل إليها للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية. ولفت الناشطون المصريون الانتباه إلى أنّ المعتقل يوسف أبو زهري الذي اتهمت مصادر فلسطينية الأمن المصري بتعذيبه وقتله في سجونها، وصلت جثته إلى غزة وقد ظهرت على وجهه آثار جروح، مما يؤكد تعذيبه.
وتم نشر صور لأبو زهري وتبدو فيها آثار الدم على أسنانه، وجروح في عينيه وجبهته. ونقلت المجموعات الإلكترونية الناشطة عن مصادر طبية فلسطينية في مشفى أبو يوسف النجار جنوب مدينة رفح قولها إنّ جثمان أبو زهري تم تسليمه دون أحشائه الداخلية، ودون لسانه الذي بُتر غالبيته. وتأتي هذه الحملة الإلكترونية بينما ناشد أهالي المعتقلين الفلسطينيين بالسجون المصرية الرئيس حسني مبارك "التدخل الفعلي والجادّ من أجل إطلاق سراح أبنائهم" وأكدوا أنّ أبناءهم "يتعرضون لتعذيب شديد من قبل أجهزة الأمن" تلك.
وذكر الأهالي أنّ السلطات المصرية تعتقل في سجونها 24 فلسطينياً، عدد منهم أمضوا سنوات دون أن يُقدّموا للمحاكمة ويتم تجديد اعتقالهم تلقائياً، ومن بينهم القيادي في "كتائب القسام" أيمن نوافل المعتقل منذ 22 شهراً، ومعتقل آخر من عائلة القوقا معتقل منذ خمس سنوات. وقال هؤلاء أيضا "إنّ الأمن المصري يحاول أن يسحب اعترافات من أبنائهم عن أماكن وجود المجاهدين (في قطاع غزة)، ووجود القيادة العسكرية لحركة حماس وأماكن تصنيع المعدات العسكرية".