قالت مصادر أمنية ومصادر أُخرى يوم الثلاثاء إن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز كان يقود سيارة مُسرعة غير مُميزة عبر نقطة تفتيش للجيش في مطلع الأسبوع عندما أطلق جندي النار عليه ليُصيبه.
وقالت الحكومة إن الرئيس الموريتاني - وهو حليف للغرب في محاربة تنظيم القاعدة - تجاوز مرحلة الخطر وانه لايزال في سدة الحكم ويتعافى في مستشفى فرنسي في أعقاب اطلاق النار عليه يوم السبت الماضي.
وشددت إجراءات الامن في موريتانيا -التي أُطيح بزعمائها في انقلابات بين عامي 2005 و2008- داخل العاصمة وحولها في أعقاب تهديدات من جماعات اسلامية متشددة تعمل في منطقة الصحراء الكبرى وتسيطر الآن على ثلثي مالي المجاورة.
وقالت الحكومة في باديء الأمر إن الرئيس أصيب بجروح طفيفة لكن مصادر قالت لرويترز إنه تعرض لاطلاق الرصاص في الظهر وان الرصاصة خرجت من البطن.
وتقول المصادر بما في ذلك مصادر في أجهزة الامن الرئاسية ومكتب الرئاسة لرويترز إن عبد العزيز كان يقود سيارته في اتجاه العاصمة ومعه أحد أفراد أسرته عندما وقع حادث إطلاق النار مساء السبت.
وأمضى عبد العزيز شأنه شأن أغلب أفراد النخبة في البلاد عطلة نهاية الأسبوع خارج العاصمة في مقر إقامته بمنطقة انشيري على بعد 150 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من نواكشوط.
وقالت المصادر إن الرئيس الذي كثيرا ما يحبذ عدم اللجوء إلى عدد كبير من الحراس أو عدم الاستعانة بأي حراس على الإطلاق خلال تلك الرحلات كان يقود سيارة تعمل بالدفع الرباعي في اتجاه العاصمة.
وذكر أحد المصادر الذي طلب عدم نشر اسمه "مع هبوط الليل لم يبطيء الرئيس السيارة عند نقطة التفتيش. لاحق ضابط في نقطة التفتيش السيارة."
ومضى يقول "عوملت سيارة الرئيس باعتبارها سيارة مُشتبها بها لأنها لم تكن تحمل علامات. ولم تكن ترافقها سيارات أخرى أو حرس ورفضت التوقف وكانت تسير بسرعة كبيرة في اتجاه العاصمة."
وتابع المصدر "أطلق الضابط النار على السيارة وأصابت رصاصة الرئيس في ظهره وخرجت من بطنه."
وأدى حادث إطلاق النار إلى إشاعة التوتر في البلاد التي شهدت العديد من الانقلابات وناشد الرئيس المواطنين التحلي بالهدوء في رسالة نقلها التلفزيون من فراشه بالمستشفى قبل نقله خارج البلاد لاستكمال علاجه.
وقال وزير الإعلام الموريتاني حمدي ولد محجوب لرويترز في مكالمة هاتفية إنهم ليسوا قلقين إزاء الوضع الحالي وإن الرئيس تجاوز مرحلة الخطر وإنه يلقى رعاية في مستشفى متخصص وهم يأملون أن يعود عما قريب.
واضاف ان الرئيس سيظل ممسكا بزمام السلطة لحين تعافيه.
وقال محجوب إن الحكومة تحت سلطة رئيس الوزراء تواصل العمل بشكل طبيعي مثلما يحدث حين يسافر الرئيس للخارج. ومضى يقول إنه ليس هناك فراغ للسلطة وإن رئيس الوزراء ينسق معه.
وقالت وكالة الانباء الموريتانية إن حالة الرئيس في تحسن وانه لا يحتاج اي جراحة اخرى بعد اجراء عملية جراحية له في نواكشوط قبل نقله الى فرنسا.
وانتخب عبد العزيز عام 2009 بعد أن استولى على السلطة قبل عام في انقلاب اطاح بحكم أول رئيس ينتخب ديمقراطيا في موريتانيا.
رويترز