قالت الامم المتحدة يوم الجمعة إن أكثر من 900 الف شخص شردوا أو تأثروا بشدة جراء القتال في ولايتين حدوديتين بالسودان.
وبهذا ترفع المنظمة الدولية تقديراتها لعدد المشردين بشكل حاد داعية السودان والمتمردين للسماح بدخول المساعدات.
ويقاتل الجيش السوداني متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان منذ يونيو حزيران العام الماضي قبل قليل من انفصال جنوب السودان واعلان استقلاله.
وامتدت أعمال العنف في سبتمبر ايلول 2011 إلى ولاية النيل الأزرق القريبة التي تقع أيضا على الحدود مع جنوب السودان. وتتهم الخرطوم جنوب السودان بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال وهي اتهامات يعتبرها دبلوماسيون ذات مصداقية رغم نفي جنوب السودان.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان ما يصل اجمالا الى 908 الاف شخص نزحوا أو تاثروا بشدة في الولايتين بزيادة عن تقديرها السابق الذي قدر العدد بنحو 655 الفا.
وقال تقرير الامم المتحدة ان حوالي 350 الف شخص تاثروا في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في جنوب كردفان و70 الفا في النيل الأزرق. وقالت الامم المتحدة "في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية قطاع الشمال لا يتمكن العاملون في مجال المساعدات الإنسانية من الدخول عبر السودان ولا يتم تسليم معونات غذائية بالرغم من المفاوضات المكثفة المستمرة حتى الآن منذ أكثر من 16 شهرا."
وفي أغسطس اب وافق السودان على السماح بنقل المساعدات الى داخل المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لكن لم تتمكن الأمم المتحدة على مدى نحو ثلاثة أشهر من المحادثات من الحصول على موافقة السودان على توزيع المساعدات.
وينحي السودان باللائمة على المتمردين في التأخير وتنتقد وسائل الإعلام الحكومية الأمم المتحدة لعدم حضورها بعض الاجتماعات لمناقشة التفاصيل الفنية وهي اتهامات ينفيها مسؤولو الامم المتحدة في السودان.
وشكلت الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التي تتهم الحكومة بتهميش أجزاء كبيرة من جنوب كردفان ومناطق حدودية أخرى تحالفا مع جماعات متمردة أخرى في محاولة لاسقاط الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وأعلن جنوب السودان الاستقلال عن السودان في يوليو تموز الماضي بموجب اتفاق سلام ابرم عام 2005 ووضع نهاية للحرب الاهلية.
واتفق السودان وجنوب السودان الشهر الماضي على إقامة منطقة عازلة بعد تكرار الاشتباكات على الحدود وبعد ان اوشكا على الدخول في حرب في ابريل نيسان. لكن لم تحرز محادثات غير مباشرة تقدما يذكر بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال الذين قاتلوا في صفوف المتمردين الجنوبيين السابقين خلال الحرب الأهلية.
رويترز