توعد يحيى أبو همّام، أمير منطقة الصحراء في القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الرئيس الفرنسي، بإعدام الرهائن الفرنسيين الأربعة، المحتجزين لدى التنظيم في حال تنفيذ التدخل العسكري بشمال مالي، وقال إن خطة هولاند لن تختلف عما سبقه إليه نيكولا ساركوزي.
هوّن يحيى أبو همّام من الحرب التي تقرع طبولها في شمال مالي، وقال في مقابلة أجرتها معه وكالة نواقشط للأنباء الموريتانية، أمس، إن إعلان فرنسا الحرب في المنطقة يعني ''إعدام الرهائن الفرنسيين''، محمّلا الرئيس فرانسوا هولاند مسؤولية ما يترتب عن قرار شن الحرب ضد القاعدة. وسعى أبو همّام، الذي عين أميرا لمنطقة الصحراء بعد مقتل ''نبيل أبو علقمة'' في حادث مرور، إلى تأليب عائلات الرهائن ضد المسؤول الأول في الإليزيه، بقوله ''أود أن أرسل رسالة إلى ذوي الأسرى الفرنسيين المحتجزين لدينا، أن قرار الحرب الذي يبدو أن هولاند قد اتخذه، يعني بالضرورة أنه وقـّع على إعدامهم، وعليه أن يتحمّل مسؤولية قراره، وأما مطالبنا فقد بلغناها لهولاند مكتوبة عبر وسطائه''.
وحاول أبو همّام، واسمه الحقيقي ''جمال عكاشة''، المنحدر من بلدية الرغاية بالعاصمة، تذكير فرانسوا هولاند بـ''خيبة'' سابقه ساركوزي، لما فضل في السابق التدخل العسكري على التفاوض، لتحرير رهائن فرنسيين كان التنظيم يحتجزهم، فقتلوا، وقال: ''لقد جرب سلفه ساركوزي هذا الخيار، وكانت النتيجة معروفة، فقد حاول - كما زعم - أن يحرر الأسير الفرنسي، ميشال جارمانو، وكانت النتيجة أن قتل جارمانو، وحاول مرة ثانية تحرير الأسيرين الفرنسيين اللذين اختطفا في النيجر، وانتهت المحاولة بقتلهما، وقد كنا مستعدين للتفاوض، إلا أن ساركوزي كان يفضل التخلص من مواطنيه بدل الإبقاء على حياتهم''.
وأضاف أبو همّام ''إن المتتبع للخطاب الفرنسي الرسمي، منذ وصول الرئيس فرانسوا هولاند إلى سدة الحكم، يدرك المنحى التصعيدي الذي ينتهجه، فقد وعد الشعب الفرنسي بتحرير الرهائن دون التفاوض مع المجاهدين، وهذا يعني أن لهولاند خيارا آخر غير التفاوض، ولا اعتقد أن الأمر سيختلف كثيرا إذا حاول هولاند اقتفاء أثر سلفه''.
وفي سياق تهوينه لحرب محتملة على القاعدة في شمال مالي، على غرار الخيار الذي اتفقت حوله العديد من الدول، على رأسها فرنسا، اعتبر أبو همّام أن ''دق طبول الحرب ضدنا ليس وليد اللحظة''، لكنه رأى أن ''المتغير الجديد هو محاولة فرنسا إقحام بعض الأنظمة التابعة لها، بشكل مباشر في هذه الحرب، متذرعة بسيطرة الجماعات الإسلامية وتطبيقها للشريعة في إقليم أزواد''، وتابع أن واشنطن وباريس عملتا على ''توريط جيوش المنطقة في حرب لمواجهة القاعدة''، وقال إنها ''نجحت جهودها نوعا ما.. حيث ورطت النظام الموريتاني''.
الخبر