قالت عائلات فرت من أعمال العنف في مدينة بني وليد الليبية المحاصرة يوم الاثنين إن ثمة نقصا في المواد الغذائية والمياه وإن مستشفى المدينة تعرض لإطلاق النار عندما قصف مقاتلون موالون للحكومة البلدة التي كانت معقلا للزعيم الراحل معمر القذافي.
وكانت البلدة المعزولة التي تقع على بعد نحو 140 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة طرابلس من آخر معاقل القذافي التي استسلمت للثوار الذين أطاحوا بالزعيم الراحل العام الماضي.
وكانت قوات موالية للحكومة تحركت إلى بني وليد في وقت سابق من الشهر الجاري في أعقاب وفاة مقاتل سابق يدعى عمران شعبان بعد أن ظل شهرين محتجزا هناك.
وكان شعبان من أهالي مصراتة وهو الذي عثر على القذافي مختبئا داخل أنبوب للصرف خارج سرت في 20 أكتوبر تشرين الأول 2011.
وأمر المؤتمر الوطني العام وزارتي الدفاع والداخلية بالبحث عن المسؤولين عن خطف شعبان وتعذيبه وقتله وحدد مهلة زمنية لبني وليد لتسليمهم.
ويسلط حصار بني وليد الضوء على عجز الحكومة على ابرام مصالحة بين مقاتلي الثورة السابقين وبين الموالين للقذافي وفشلها في إخضاع العديد من الميليشيات التي شاركت في إسقاط نظام الحكم السابق لسيطرتها.
وفي مشاهد تعيد الحرب الأهلية إلى الأذهان اصطفت عشرات السيارات التي تحمل عائلات والشاحنات الصغيرة المحملة بالحشيات والأطفال والمواد الغذائية عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة خارج بني وليد أملا في الفرار من أعمال العنف.
وقال رجل يدعى محمد عبد السلام بينما كانت سيارته تخضع للتفتيش "لم ننم منذ أيام خوفا من الموت ومن أصوات القصف. سقط صاروخ على منزلي فدمره. الأدوية أصبحت نادرة في الصيدليات وكذلك المواد الغذائية في المتاجر."
وقال عضو في إحدى الميليشيات إن مقاتلين مواليين للحكومة قتلا بالقرب من بني وليد يوم الاثنين. وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية يوم الأحد أن 22 من أفراد ميليشيا موالية للحكومة لاقوا حتفهم كما جرح زهاء 200 آخرين في وقت لم تحدده.
وقال أحد شيوخ القبائل داخل المدينة لرويترز إن عددا من العائلات التي كانت تحاول الفرار في الجزء العربي من بني وليد اضطرت للعودة إلى داخل المدينة عندما فتحت ميليشيا النار على سياراتها.
وأضاف محمد شتاوي أن العائلات كانت تحاول إبعاد أطفالها عن أعمال العنف لكن أفراد ميليشيا تنكروا في زي قوات الحكومة أطلقوا النار عليهم لإجبارهم على العودة.
وكان شتاوي يتحدث خلال اتصال هاتفي من مشارف بني وليد حيث كان يساعد عائلات تحاول الهرب.
وذكر أن المستشفى المركزي في بني وليد تعرض لهجوم بالصواريخ يوم الأحد الأمر الذي اضطر الإدارة لإجلاء المرضى.
وقال إن الجرحى نقلوا للاختباء في منازل ومساجد وعبر عن أمله في أن تحترم "العصابات المسلحة" حرمة المساجد لكنه قال إنه لا يعتقد ذلك.
ويجري علاج جرحى من أهالي بني وليد منهم نساء وأطفال في بلدة ترهونة القريبة التي وجه مسؤولون في مستشفاها نداء لطلب أدوية.
وحمل شتاوي مقاتلين من مصراتة المسؤولية عن الهجوم على بني وليد. وقال إن ما يحدث في البلدة ناجم عن خصومة قبلية قديمة بين مصراتة وبني وليد وإن الميليشيات تتخذ الحكومة ذريعة.
وخرج أهالي بني وليد في احتجاجات بأنحاء ليبيا للمطالبة بحل سلمي للصراع. واقتحم زهاء 500 محتج فناء البرلمان يوم الأحد للمطالبة بوقف أعمال العنف في بني وليد.
كما اقتحم زهاء 400 محتج مقر قناة تلفزيونية خاصة في بنغازي بشرق ليبيا يوم الأحد بعد أن أعلنت اعتقال موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة في عهد القذافي واعتقال خميس القذافي ابن الزعيم الراحل ومقتله.
ولم تقدم القناة دليلا على أي من الزعمين واعتذر المسؤولون فيها في وقت لاحق عن بث الخبر دون التحقق منه.
وقال شتاوي إن المقاتلين الموالين للحكومة يستغلون الأنباء لتبرير أعمالهم العنيفة ضد بني وليد ويعتقدون أنهم إذا استطاعوا التظاهر باعتقال موالين للقذافي داخل المدينة فسوف تساند ليبيا كلها حملتهم.
رويترز