قال مسؤولون يوم الثلاثاء إن فصيلا آخر من المتمردين في إقليم دارفور في غرب السودان وافق على المشاركة في محادثات السلام التي ترعاها قطر مع حكومة الخرطوم في أول محاولة للوسطاء لإحياء عملية السلام المتعثرة.
ومن غير المرجح أن تنهي تلك الخطوة أعمال العنف التي تجددت في دارفور حيث تقاتل قبائل معظمها غير عربية الحكومة السودانية منذ حوالي عشر سنوات في حرب تشير تقديرات للأمم المتحدة إلى أنها أسفرت عن سقوط حوالي 300 ألف قتيل.
لكن دبلوماسيين يأملون أن يبث هذا التحرك حياة جديدة في الجهود الغربية والعربية للوساطة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية. وتوسطت قطر العام الماضي في اتفاق للسلام بين السودان وحركة التحرير والعدالة وهي فصيل صغير لمتمردي دارفور.
وخلافا لاتفاقات السلام السابقة التي منيت بالفشل فإن هذا الاتفاق مفتوح لانضمام جماعات متمردين أخرى ويعد بتقديم مساعدات سخية للتنمية. وتعتزم قطر عقد مؤتمر للمانحين قريبا لبدء انطلاقة للتنمية في دارفور لكسب مزيد من جماعات المتمردين ومنع الدعم عن الجماعات التي ترفض إلقاء السلاح.
وقالت جماعة صغيرة انشقت هذا العام عن حركة العدل والمساواة وهي الجماعة الرئيسية للمتمردين اليوم الثلاثاء إنها ستبدأ محادثات سلام مع السودان في الدوحة.
وقال أركو سليمان نائب رئيس الجماعة في مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية "نحن ملتزمون بمنتدى الدوحة كمكان وباتفاقية الدوحة كأساس للمفاوضات في المستقبل لكن ليس كاتفاق نهائي."
وتابع قائلا "لا تزال هناك مشكلات (بخصوص الاتفاقية) وبصفة خاصة ما يتعلق باللاجئين والمشردين. الوضع الأمني أيضا يتدهور."
وقالت وكالة السودان للأنباء إن السودان أكد أنه سيبدأ محادثات سلام مع الجماعة.
وقال دبلوماسيون إنه خلافا لجماعة التحرير والعدالة فإن الجماعة الجديدة المنشقة لديها بالفعل مقاتلين على الأرض ومن ثم فإن مشاركتها قد تساعد في التهدئة.
وقال دبلوماسي غربي يتابع الصراع في دارفور "فكرة اتفاقية الدوحة هي تقويض الدعم لجماعات المتمردين الواحدة تلو الاخرى ببدء التنمية وتقديم حافز لوقف القتال."
وتابع قائلا "سيكون سيناريو طويل الأجل بشدة لكنه الخيار الوحيد لتحقيق قدر من التقدم. القطريون يسعون بكل جدية لاستئناف المحادثات وضم مزيد من الجماعات مع توقعات بتقديم مساعدات اقتصادية لدارفور."
وترفض حركة العدل والمساواة وفصائل المتمردين الأكبر الانضمام إلى عملية الدوحة. ويتهم المتمردون الحكومة بتهميش الإقليم سياسيا واقتصاديا.
وتجدد القتال مؤخرا بعد أن قتل مسلحون هذا الشهر خمسة من أفراد قوة حفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد).
رويترز