افتتح رجال أعمال صوماليون ومغتربون عائدون من المهجر مطاعم حديثة تقدم سرطان البحر والأسماك الطازجة بمختلف أنواعها على شواطئ ليدو وجزيرة بمقديشو.
وقال قاسم محمد نور، مدير التسويق في مطعم "ليدو للمأكولات البحرية"، الذي افتتح في آب/أغسطس، "يوجد في مقديشو عدد غير محدود من المطاعم التقليدية، لكننا قمنا بابتكار شيء فريد من نوعه".
وأضاف نور في حديث لـصباحي أن "مطعم ليدو للمأكولات البحرية يتميز عن غيره من المطاعم التقليدية بموقعه على شاطئ البحر وبمرافقه الترفيهية والأماكن السياحية، حيث يمكن للزوار من السكان المحليين والأجانب الاستمتاع بالمنظر الطبيعي عند تذوق المأكولات البحرية".
وأوضح نور أن رواد مطعمه هم من رجال الأعمال والسياسيين وموظفي الدولة والعائدين من المهجر والعمال الذين يأتون من المنطقة. وتشمل أشهر الأطباق التي يقدمها سرطان البحر والتونة والقرش.
إقبال كبير على مطاعم المأكولات البحرية
وتابع نور "في عطلة نهاية الأسبوع، يغص المطعم بالزبائن، فمطعم ليدو يطل على شاطئ البحر بعيداً عن ضجيج المدينة. ويفضل الزبائن متعة تناول وجبات المأكولات البحرية في أجواء رائعة مع الاستمتاع بالهواء المنعش ومنظر البحر الجميل".
من جهته، ذكر داود عبد الرحمن، وهو أحد زبائن معطم ليدو، أن العديد من محبي المأكولات البحرية يرتادون المطعم.
وقال لـصباحي وهو يتناول سرطان البحر الطازج مع المعكرونة "إنني أحب المأكولات البحرية، وآتي كل أسبوع مرتين أو ثلاث مرات على هنا لتناول المأكولات البحرية الطازجة. هذا هو المكان المناسب للاختيار، بسبب موقعه الفريد الذي يطل على البحر".
أما أحمد شيخ محمد، مدير الاستقبال في مطعم "مقديشو للمأكولات البحرية" في حمر ويني، فيرى أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين على المطاعم التي تقدم ثمار البحر.
وأضاف محمد لـصباحي، "الصوماليون ولا سيما سكان المدن الساحلية، ومن بينها مقديشو، يعشقون تناول المأكولات البحرية، لأنهم أبناء بيئة بحرية كانت تعتمد منذ القدم على صيد الأسماك".
مشاريع سياحية في المدينة
من جهته، يرى أحمد حسن، أستاذ التاريخ والحضارة في جامعة مقديشو، أن المدينة تشهد في الآونة الأخيرة حركة تجارية نشطة نظراً لتحسن الوضع الأمني.
وقال لـصباحي، "هناك عدد من الفنادق الفاخرة، والمطاعم الحديثة التي تفتح أبوابها في المدينة، ويساهم المغتربون الصوماليون العائدون من المهجر في دفع عجلة التنمية إلى الأمام وخلق فرص عمل لمئات العاطلين عن العمل".
وأضاف حسن "استأنفت الحياة سيرها من جديد في مقديشو، وآمل أن تستعيد المدينة مجدها الماضي، وأن تتحول في المستقبل القريب إلى وجهة سياحية مثلما كانت في ثمانينات القرن الماضي، حيث كانت واحدة من أهم المواقع السياحية في أفريقيا. فمقديشو لا تفتقر إلى المقومات السياحية، ولكنها تحتاج إلى إحياء مزيد من المشاريع الترفيهية والسياحية، إلى جانب تعزيز المشاريع المتوافرة حالياً للنهوض بقطاع السياحة".
كما دعا حسن الحكومة الاتحادية الجديدة وبلدية مقديشو إلى عدم إغفال قطاع السياحة الذي يمكن أن يضخ للسوق الكثير من العائدات وأن يجتذب الكثير من الاستثمارات الأجنبية. وقال "ليس شرطاً أن نقوم بتنفيذ مشروعات ضخمة، فالمشروعات الصغيرة قابلة للنمو إذا توفر الطموح والجدية".
الوضع الأمني ما زال مقلقاً
ما زال انعدام الأمن يبعث على القلق حيث تندلع أعمال العنف في بعض الأماكن. ففي 20 أيلول/سبتمبر، أدى هجومان انتحاريان إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل وإصابة 20 آخرين بجروح في مطعم "فيلاج" القريب من دار الأمهات والمسرح الوطني. ومنذ ذلك الحين، اتخذت المطاعم والفنادق إجراءات أمنية مشددة.
من جهته، أكد أحمد جامع، الذي يدير سلسلة مطاعم حديثة في مقديشو، أن موظفيه يطبقون إجراءات أمنية لضمان سلامة الزوار.
وأوضح جامع الذي قال إنه في طور إصلاح الأضرار التي لحقت بمطعمه جراء الهجوم، لـصباحي، "منذ وقوع الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطعم فيلاج، قمنا باتخاذ إجراءات وتدابير أمنية مشددة، تتضمن إخضاع كل من يدخل المطعم لتفتيش دقيق، مع [تعيين] حرس خاص لتأمين المطعم".
الصباحي