انتشر استهلاك القات بين الشباب الصومالي خلال السنوات القليلة الماضية، علماً أن أكثر من نصف هؤلاء الذين يستعملون هذا المنشّط لا يتجاوزون 20 سنة، حسبما جاء في إحدى الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع.
وقال محمد عبدي سارديي البالغ من العمر 25 عاما وهو من سكان غاروي، إن الشباب يستهلكون القات بالرغم من إدراكهم بأنه مضرّ لصحتهم.
وأضاف في حديث لصباحي "بدأت استهلاك القات منذ أربع سنوات. بدأت عندما تخرجت من المدرسة. ليس للشباب وظائف تبقيهم منشغلين. قلائل هم الذين يعملون، أما الباقون فيتسولون في الشوارع. استهلكه لتمرير الوقت إلى حين أجد وظيفة".
وفي هذا الإطار، عبّرت وكالة الخدمات الإنمائية المتكاملة مناسبة التوقيت للصومال، وهي وكالة تعمل مع هيئة تنمية الشباب ودمجهم، عن مخاوفها بشأن الشباب المدمنين على القات.
وبحسب دراسة أجرتها الوكالة، يستهلك أكثر من 55 في المائة من الشبان والشابات في 20 من العمر أو أصغر القات حتى أثناء ارتيادهم المدرسة.
وقال مدير الوكالة أدور آدن أدور، "عند المقارنة مع العدد الإجمالي لمستهلكي القات [في بونتلاند]، يتبيّن أن 80 في المائة من الشباب هم تحت سن 35".
وفي إطار جهود رامية إلى إبقاء الشباب خارج الشوارع وبعيدين عن القات، أوضح أدور لصباحي أن الهيئة تعمل مع المدارس المحلية من أجل تأمين جلسات تدريبية مدفوعة لخريجي المدارس لتعليم تلاميذ الصفوف الصغرى إلى أن يعثروا على وظيفة ثابتة. ويتم تمويل هذه الجلسات التدريبية بمساعدة هيئات الإغاثة الدولية.
القات معادلة خاسرة
مع الأخذ بعين الاعتبار أن حوالي 70 في المائة من الشعب الصومالي تحت سن 30، يشكّل المعدل العالي لاستهلاك القات مصدر قلق بالنسبة إلى مستقبل الجيل الجديد، حسبما جاء في تقرير صدر مؤخراً عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي هذا السياق، قال محمد جامع سالاد، وهو طبيب أمراض عصبية من جلكاعيو، إن استهلاك القات مسيء لصحة الإنسان.
وأضاف في حديث لصباحي "يؤثر سلباً على الأعصاب إذ يجهدها بنشاط زائد بحيث لا يستطيع الشخص أن يأكل أو ينام. ويؤدي ذلك إلى سوء تغذية وحالة ضعف مستمرة". وأوضح أن القات هي مادة تحدث الإدمان لدى مستهلكيها.
وأعلن قائلاً "إنها معادلة خاسرة"، مشيراً إلى أن مستهلكي القات غير موثوق بهم. "فهم يلتزمون بمواعيد [مساءً] ويتخلفون عنها في الصباح. يصبحون منعزلين ولا يختلطون مع الأصدقاء بل مع جماعات من مستهلكي القات".
وعادةً يتجمّع المستهلكون في المساء لاستهلاك المادة المنشطة بمضغ أوراق النبتة حتى ساعات الصباح. وبحسبما قاله الطبيب، فإن القات يتسبب بتسوس الأسنان مما يؤدي إلى فقدانها. إضافة إلى ذلك، يميل المستهلكون الذين هم تحت تأثير هذه المادة إلى القيام بأعمال خطرة أو غير لائقة اجتماعياً، مما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بأمراض تنقل جنسياً.
وذكر سالاد أن استخدام القات يؤدي إلى تدنٍّ في مستوى أخلاق الإنسان، قائلاً "عندما لا يملك المدمنون المال لشراء القات، يصبحون مجبرين على السرقة أو السطو للحصول عليه".
ومن جهته، أعلن شكري سياد، وهو تاجر قات في غاروي يبيع العلامة التجارية الكينية المعروفة باسم "ميرو"، أنه "في الماضي، كانت غاروي تستورد حوالي 10 أكياس [من القات] يزن كل منها 15 كيلوغراماً، ولكن هذا الرقم ارتفع إلى أكثر من مائة كيس نظراً إلى الازدياد اليومي لعدد المستهلكين العاديين".
وإن سعر البيع هو أيضاً في تزايد مستمر. فقال سياد لصباحي إنه "في العام 2005، كان سعر الحزمة الواحدة يبلغ 300 ألف شلن صومالي (13 دولاراً)، ولكنه أصبح يبلغ الآن 600 ألف شلن (أي 26 دولاراً)".
يُذكر أن محمد عبدالوهاب أحمد، المدير العام في وزارة التربية في بونتلاند، قد كشف أن الوزارة على علم بهذه المشكلة وهي تخطط لتنفيذ حملة توعية للحد من استهلاك القات بين الشباب.
وأعلن لصباحي "إننا نخطط لإطلاق حملة لتوعية الشباب حول الآثار الضارة للقات مع تشجيعهم في الوقت نفسه على التعلم وأن يحذو حذوَ العالم المتقدم".
وأضاف قائلاً إن الخطط لا تزال قيد التطوير وإن الحكومة تأمل في عقد شراكة مع المنظمات المحلية والدولية لتنسيق الجهود من أجل معالجة كل الأسباب الضمنية وراء تعاطي المخدرات.
الصباحي